رأي

… صدق الوزير ..!!

مسرور المراكشي :

لازلنا مع هزات ارتدادية لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أخرها تصريح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في مجلس النواب، و سأكتفي بالتعليق على ما جاء في هذا التصريح، فحسب كلام الوزير أن لقائه بوزير الداخلية الفرنسي( غير معلن)، وهذا اللقاء كان على هامش زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون، وأنا أتساءل لماذا لم يتم الإعلان عن هذا اللقاء الخطير ..؟ لا في وسائل الإعلام الرسمية أو غيرها، لا نعرف مكان اللقاء أو مدته أو الملفات التى نوقشت فيه، والمثير للشك والريبة هو سرية هذا الإجتماع، المشكل ليس فقط فيما قاله وزير الأوقاف بل فيما لم يقله كذلك، والأمر لم ينتهي عند هذا الحد بل هناك جزء ثاني من اللقاء، فلولا تكرم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية مشكورا، وأخبرنا ما علمنا أن هناك لقاء قد حدث أصلا، والبروتوكول يقتضي أن يلتقي وزير الداخلية الفرنسي بنظيره المغربي، أو بمسؤول المخابرات العامة و إذا اقتضى الأمر بوزير العدل، لأن هؤلاء المسؤولين لهم علاقة بالأمن الداخلي والخارجي، و بالجريمة المنظمة سواء في الداخل أو تلك العبارة للحدود أوبملف الهجرة السرية…، لكن وزير داخلية مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أمر مثير..!!، هذا في رأيي يشبه استنطاق غير معلن لعميد شرطة فرنسي، لصاحبنا الفقيه المغربي في مكان سري غير محدد، فإذا أرادت فرنسا فعلا معرفة ثقافة المغاربة وعلاقتها بالإسلام، كان عليها تنظيم لقاء بين وزير الأوقاف ووزير الثقافة الفرنسي، لكن في نظري أن فرنسا تبحث عن أشياء أخرى لا علاقة لها بالثقافة، يمكن أن نعرفها في الجزء الثاني من اللقاء كما أخبر بذلك وزير الأوقاف، والذي أرجو أن يكون هذه المرة معلنا و شفافا، وأن لا نحتاج معه إلى كرم وزير الأوقاف كي يخبرنا بمكان وزمان حدوثه، وبعد هذه التوضيحات نمر إلى تصريح وزير الأوقاف، حيث قال : أنه فاجأ الوزير الفرنسي، حينما أكد له أن المغاربة “علمانيون” ولا تصدمهم العلمانية، ولي بغا شي حاجة عندنا كيديرها و لا إكراه في الدين، ممتاز إنتهى كلام وزير الأوقاف، ومن طرائف هذا اللقاء هو عندما قال وزير الأوقاف (أن جوابه فاجأ وزير الداخلية الفرنسي، عند سماعه أن المغرب دولة علمانية، حيث بقا “حال فمو” )، وهذا يشبه أيضا تصريح طريف لوزير الخارجية مزوار،

عندما قال عن وزيرة الخارجية السويدية : ( تهزات أو تفعفعات)، عودة إلى حديث وزير الأوقاف عن كون المغرب دولة علمانية، لقد خلف هذا التصريح عاصفة من الردود في وسائل التواصل الاجتماعي، وحشر الوزير في الزاوية وانهالت عليه الإنقادات من كل حدب وصوب، سواء من النخبة المثقفة أو السياسيين أو الفقهاء أو من أشباه المثقفين، المهم الكل أجمع على الدفاع عن إسلامية المغرب، وتذكير الوزير “الغافل” بتاريخ المغرب المجيد والدستور، والبيعة وإمارة المؤمنين و الكتبية والقروين أو سيد الزوين، طيب كل هذا جيد لكن يجب الإنتباه إلى بعض الأمور، إننا شعب تغلب عليه العاطفة أحيانا والتسرع كذلك، فبدل أن نشكر وزير الأوقاف عن الصراحة وقول الحقيقة، قمنا بالهجوم عليه لأننا ببساطة ألفنا النفاق من بعض السياسيين والمثقفين، فلو قال مثلا لهذا الفرنسي : إننا نلتزم بالإسلام قولا وعملا نقف عند نهيه ونعمل بأمره، إذن لصمت الجميع ولصفقوا له طويلاً و اعتبروه بطلا وطنيا، حقيقة أعتبر تصريح هذا الوزير أهم شيء قاله، وذلك منذ توليه منصب وزير الأوقاف لأزيد من 23 سنة، كيف لا وهو ابن دار المخزن كما يقال، حيث اطلع على أمور قد تغيب عن كثير من الناس، لمثل هذه المواقف الشجاعة ترفع القبعة، إنها مغامرة قد يفقد بسببها منصبه والأيام بيننا، فهو عندما قال “علمانية” الدولة يقصد ضعف تأثير الدين في المعاملات، وأردفها بقوله كل يعمل ما يريد دون تدخل الدين في الأمر، واستشهد بٱية من سورة البقرة (لا إكراه في الدين)، ولقد أصاب كبد الحقيقة فالكل يعلم أن الخمر حرام، ومع ذالك تباع للمغاربة في خمارات عن يمين البرلمان وشماله، ناهيك عن شركات القمار ورهانات سباق الخيل والكلاب، والمعاملات المالية كلها ربوية وهذا غير خافي على أحد، وتمول بها الميزانية العامة وعدة مشاريع، إنما تبقى من الشريعة الإسلامية هو فقط في مدونة الأسرة، وحتى هذه الأخيرة تتعرض لهجوم شرس من أتباع فرنسا، نعم إن الدولة المغربية من أقدم الدول في العالم مع بريطانيا، كانت فيها الشريعة مقدسة وهي الأصل في كل شيء، وكانت تشريعات الدول الأوروبية ثانوية وقد لا يذكر لها أثر، أتحدث عن ما يقارب 13 قرن من قيام المملكة، لكن في القرن الماضي وبالضبط عند دخول المستعمر، بدأ تأثير الشريعة يخفت و يتلاشى رويدا رويدا، حيث أصبح التشريع الأوروبي مهيمن و هو الأصل، وشريعة الإسلام في المرتبة الثانية أو الثالثة، خلاصة: مسرور المراكشي يقول لكم : إن كلام وزير الأوقاف يجب أن يشكل لنا حافزا، و نعتبره ناقوس خطر يدفعنا لنناضل من أجل إعادة التوهج لشريعة الإسلام، وتكون من جديد هي الفيصل والأصل في كل شيء، وأنا على يقين أن الغرب بدأ يخفت تاثيره، وهذا في صالح عودة الشريعة الإسلامية معززة مكرمة، لتسود من جديد ويعيش المغاربة في ظلها على درب الأجداد .. المغرب بلاد الإسلام ولو كره المستعمر، قد يضعف لكن لا يموت سيزهر الإسلام من جديد ✌🏼

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام الوزير،فيه ضرب لامارة المؤمنين وللدستور الذي يعتبر المغرب دولة إسلامية.
    من يحاكم العزيز على اقوالهم هذه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى