منتدى القراء

تأمل بعد المواجهة بين بنكيران و التوفيق..

يونس فنيش

2024/12/5

يخبرنا الدكتور عبد الواحد وجيه حفظه الله، في فيديو عبارة عن درس مفيد عن قصة سيدنا نوح عليه السلام، بأن سفينة “تيطانيك” غرقت سنة 1912، و هذا قد يحيل أيضا على سنة استعمار المغرب من قبل فرنسا. فهل غرق المغرب منذ ذلك التاريخ؟ لا و ألف لا، لأن سفينة نوح، عليه السلام، مازالت تطفو إلى يومنا هذا بفضل الله وحده لا شريك له، و المغرب مازال شامخا بإذن الله عز و جل في علاه.

في 1956 حصل المغرب على استقلاله، ولكن كان ما كان من إدخال تدريجي لأفكار غريبة على المجتمع المغربي، إلى أن جاءت مخلوقات معقدة نفسيا و بأساليب متنوعة، فتمكنت بحكم ظروف و ظروف في آخر المطاف من البوح بتصريحات في شأن “الحريات الشخصية” التي لا تمت للحرية بصلة، لأن الحرية في مفهومها الحقيقي لا تتجاوز حدود السرية داخل الحيطان المغلقة بإحكام، و ما دامت تلك الحرية تتعلق بأشخاص معنيين و ليس بغيرهم، و الدليل أن المرىء ليس حرا بمجرد الخروج من بيته، وذلك بمقتضى كل القوانين الوضعية و الشرعية و كل الأديان، فهو يقف عند الضوء الأحمر، و لا يتجاوز الخط المتصل، و يلتزم بحزام السلامة، مثلا…

فنحن كمواطنين لا نقتل بعضنا البعض في مجتمعنا، و لا نتجاوز الخطوط الحمراء، و لا نسمح لأنفسنا بسلب الناس حقوقهم، و لا نقبل باستباحة أعراض الناس، و لا نستفز معتقد المجتمع، و لا نلجأ إلى العدالة الخاصة، و لا نسوء لبعضنا البعض بتصرفاتنا على الملأ، فنحن على صواب و الحمد لله وحده لا شريك له.

و أما العلمانية فهي، و إن كانت “علما” و الله أعلم، لا تعني حرية المعتقد بقدر ما تعني فصل الدين عن الدولة، بحيث تصبح هذه الأخيرة لا دينية تسمح بتصرفات تستفز المجتمع و تقهره، فتجعله بلا صوت و لا إرادة و لا ضمير حي، مجتمع مسلوب النفس و النخوة و الحقوق الشرعية، و هذا بالمناسبة يتناقض حتى مع ما يسمى بالديمقراطية.

ولكن، هنا المغرب و المغاربة، هنا العزة و الكرامة و حفظ الأعراض، و الستر بعيدا عن نشر الفساد و تلقينه للصغار الأبرياء الذين يرجى صلاحهم، و لو زل بعض الكبار في غير العلن. هنا المغرب، و هنا المغاربة الذين شيدوا دولتهم المسلمة على مر القرون، هنا المغاربة الذين، و إن كانو متسامحين بطبعهم الإنساني، لا يفرطون في الاسلام قيد أنملة لأنهم قوم يستغفرون… هنا المغاربة المسلمون المتسامحون الذين يعلمون بأن دينهم ليس متسامحا بمفهوم أولائك الذين يريدون تمييعه، بل وسطيا و هو دين الحق.

إن العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى على وشك معاينة حصحصة الحق، فلن يقبل المجتمع المغربي الذي يا ما كان على حق بالتزحزح عن موضع الثبات و الصمود في وجه كل من أراد به شرا، سواء من الداخل أو من الخارج. فمن كان علمانيا فأرض الله واسعة، و من اختار البقاء معنا في مغربنا الحبيب فعليه احترام كوننا مسلمون لا علمانيون. و انتهى الكلام.

لن يغرق المغرب إن شاء الله. المغرب ليس “تيتانيك”، تلك السفينة التي قال عنها صانعها بأنها قاهرة البحار فأراه الله ما أراه… لن يغرق المغرب مادام يرجو العفو و العافية و يستمد بقاءه، إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، من الخالق الجبار ذو القوة المتين.

و أما الغرب، فهو يعرفنا حق المعرفة كمجتمع لا يتطاول على أحد و يحترم و يرحب بالجميع، ولكنه لا يقبل التدخل في شؤونه الخاصة كمجتمع مسلم، راقي متحضر، له قوانينه المجتمعية التي لا يمكن تجاوزها مهما كانت الظروف و الأوضاع، و مهما كانت قوة من يتوهم أن بإمكانه تفكيكه عبر دس بعض السموم الجبانة، ولو تمثلت في صورة بعض البشر، في شرايينه الطاهرة النقية المحصنة بفضل الله الواحد الأحد. و تحياتي لكل من زعيم حزب المصباح عبد الإله بنكيران و و زير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.

خلاصة: “الديموديكية” أفضل من “الديمقراطية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى