رأي

بشار اهرب ..!!

مسرور المراكشي :

فعلا ما أشبه الأمس باليوم، تذكرون أيها الكرام حكاية الرئيس التونسي، بن علي مع ثورة التونسيين عندما حاصرته الجماهير الغاضبة، و ضاقت به الأرض وتقطعت به السبل حيث رفضت فرنسا استقباله، فلم يتبقى له إلا جمع حقائبه على عجل، متوجها شطر المسجد الحرام على متن مروحية، تاركا وراءه زخرف الحياة الفانية ومتاع الدنيا الزائل، إنها القصور المشيدة والذهب و الفضة مع المجوهرات و ملايير الدولارات، مكتفيا ببعض الدريهمات ما يسمى مصروف الجيب، وملابس داخلية لعلها تقيه برد الشتاء و تستر عورته، وبذلك أصبح مضربا للأمثال في الزهد و التعفف، كيف لا وهو زين (العابدين) المتقين المؤمنين الصالحين، لكن مع الاسف الشعب التونسي له فيه رأي ٱخر، وكلمات المحامي المعارض عبرت عن ذلك حيث قال : ( بن علي اهرب المجرم اهرب)، وكررها عدة مرات على قناة الجزيرة مباشر، فلا زال صدى هذه الكلمات الخالدة يطن في أذني، وما كاد صداها يخفت حتى سمعت من جديد صوت الثوار في سوريا، ( بشار اهرب السفاح اهرب ..) وغدا إن شاء الله ينطق ثوار مصر ( السيسي اهرب المجرم اهرب)، فماذا ينتظر الآخرون..؟ فعلا إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، وسبق وأن قلت إن الحكام العرب والمسلمين بين خيارين لا ثالث لهما، إما تسليم الحكم للشعوب سلميا عبر صناديق الاقتراع، أو تسليمها جبرا عبر صناديق البارود والرصاص، فلن ينفعهم تقتيل الشعب أو سجنه أو تزوير إرادته، ففي سنة 2011 بن علي اهرب، وفي سنة 2024 بشار اهرب وحبل الهروب على الجرار، لقد انطلق موسم هروب الحكام منذ 2011، واليوم يترقب الناس ويتساءلون من هو الحاكم الثالث، هذا الأخير قد يحمل لقب (الهارب) بإذن الله تعالى، و الذي سيسلك طريق الهاربين بن علي والأسد وأنا أرشح السيد ( بلحه)، إننا نقف بخشوع و نترحم على أرواح السوريين، الذين ارتقوا شهداء طابا للحرية وروت دماؤهم الزكية ثرى سوريا، لقد أعلن أحد قادة الجيش الحر عبر القناة السورية، أنهم سوف يكملون مشوار ثورة 2011، وهذا يعني أن الطاغية لم يستطع إلا تعطيل الثورة، رغم الدعم القوي الذي تلقاه ممن يزعمون أنهم محور المقاومة، مسرور المراكشي يقول لكم : ( لا تصدقوا شعارات كل طاغية يذبح شعبه، ويدعي أنه يحب شعب فلسطين و يقاوم من أجل تحريره، فلو كان فيه خير وكان صادقا لكان شعبه أولى بهذا الكرم الحاتمي، وهذا يسري على كل الطغاة الذين يستعبدون شعوبهم، ويدعون كذبا وبهتانا نصرة غزة، وكذلك لا تصدقون كل من يمزق وحدة وطنه ويدعي دعم غزة..)، إن الشعوب الحرة هي التي تستطيع الدفاع عن أوطانها بحق، لقد طلب من الفارس الشجاع و الشاعر الكبير عنترة بن شداد العبسي، المشاركة في رد العدوان على قبيلته فرفض، وقال كلاما يزن ذهبا ( العبد لا يحسن الكر والفر..)، عندها قال له أبوه : كر وأنت حر فأبلى عنترة في قتال الأعداء بلاء حسنا، لهذا قبل أن تنظروا إلى الشعارات بل حتى إلى من يطلق الصواريخ و يدعي نصرة غزة، انظروا إلى حال شعبه فإن كان حرا عزيزا كريما فقد صدق، وإن كان شعبه مهانا ذليلا مستعبدا فهو كاذب، يستغل القضية للتغطية عن جرائمه وتثبيت حكمه وكسب الشرعية، إن الصراع من أجل الديمقراطية وتمكين الشعب من حكم وطنه، هي بداية تحرير الشعوب وتحرير فلسطين وغيرها، اليوم وبعد سقوط نظام السفاح بشار بدأ الصعب، يحب على الثوار الإستعداد للبناء وهي أخطر المراحل في عمر الثورة، الفشل فيها لا قدر الله يعني نهاية الحلم وبداية الكابوس، إن مسألة جمع السلاح وتوحيده أمر ضروري، ثم الإهتمام بالإعلام لانه جسر التواصل مع الداخل والخارج، وخاصة أن العدو الصهيوني لم ينتظر كثيرا ليبدأ في تشويه صورة الثوار، كما يجب طرح دستور يقطع مع الإستبداد و تأليه الحاكم، وأن يغلب منطق التصالح على منطق الثأر، لأن أعداء سوريا كثر و يتربصون بها الدوائر، وعلى الذين يطلقون الرصاص في الهواء ابتهاجا وفرحا، أولا هذا تبذير لنعمة لا يعرف قيمتها إلا المقاومة في غزة، لقد استعمل الشهيد السنوار العصى عندما نفذت ذخيرته، ثم إن السماء ليست هدفا لهذا الرصاص إنما الهدف هو صدر العدو، والذي استغل انشغال الثوار بإسقاط تماثيل بشار وحافظ، وبدأ باحتلال مناطق جديدة من سوريا، وتدمير مراكز علمية وأسلحة الشعب السوري، لأن العدو يدرك أن هدوء جبهة الجولان لن يستمر كما في السابق، ولتبرير عدوانه بدأ يقول إن هذه التدابير هي ضربة استباقية، الهدف منها هو عدم تمكين ( الدواعش) من هذه الأسلحة، والمضحك في الأمر هي أن من يرمي الثوار بالإرهاب، هم المتطرفون من اليمين الديني الإرهابي، أمثال (بن غفير) و( سموتريتش) و(النتن ياهو)، وهم يتربعون اليوم على جماجم حوالي 50 ألف شهيد في غزة، مسرور المراكشي يهنئ السورين بالعودة إلى وطنهم، و يهنئ الثوار بالنصر والتمكين، سوريا أجمل من دون بشار إذا أحسن الثوار التصرف ✌🏼

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى