رأي

هل تتحول السلطة الفلسطينية إلى أداة لمواجهة المقاومة ؟

محمد يتيم

على هامش المواجهة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفصائل المقاومة في جنين

—-

إذا صح ما نقلت “أكسيوس” من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبلغ قادة الأمن أن من يخالف الأوامر بشأن إطلاق عملية السيطرة على جنين سيتم فصله ،

وأن مساعديه أطلعوا إدارة بايدن ومستشاري الرئيس المنتخب ترمب مسبقا بالعملية المذكورة

واذا صح أن مسؤولا فلسطينيا: أفاد أن المنسق الأمني الأمريكي” مايك فنزل” اجتمع بقادة أمن السلطة قبل العملية لمراجعة خططهم ،

 وأن السفير والمنسق الأمني الأمريكيان طلبا من إسرائيل الموافقة على تسليم المعدات والذخائر للسلطة ،

وأن: إدارة بايدن طلبت من دولة الاحتلال الإفراج عن بعض عائدات الضرائب من أجل دفع رواتب قوات أمن السلطة ، وأنها طلبت أيضا من “إسرائيل” الموافقة على المساعدة العسكرية الأمريكية لأمن السلطة بالضفة

 وأنها نقلت أيضا عن مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين: أن عملية أمن السلطة في الضفة تهدف لاستعادة السيطرة على جنين ومخيمها ،

وأنه حسب مسؤولين صهاينة وفلسطينيين فإن العملية تركز على جماعة مسلحة محلية تضم مسلحين تابعين للجهاد وحماس، وأن مسؤولا فلسطينيا صرح بأن العملية التي ينفذها أمن السلطة لحظة حاسمة بالنسبة للسلطة !!! وأنها تهدف لدعم عمليتها الواسعة في الضفة الغربية

وانها نقلت أيضا عن مسؤولين أن العملية مدفوعة بخوف من محاولة متشددين إسلاميين الإطاحة بالسلطة تأثرا بما جرى بسوريا… !!!

 الواقع أن المرء لا يكاد يصدق هذه المزاعم لولا ما تناقلته وكالات الانباء بشكل متواتر عن مسؤولين في السلطة من تصريحات يحمل نقس المعطيات .

فهل تحولت السلطة الفلسطينية إلى أداة لمواجهة المقاومة ؟ وهل سبق أن خضعت حركات المقاومة ل” التأميم ” عبر تاريخها الطويل ؟

 وهل حدث أن تحولت القيادات السياسية في تجارب التحرر الوطني إلى أداة لمواجهة حركات المقاومة ومواجهتها وتجريدها من السلاح ؟

الواقع أن تلك التجارب كانت تزاوج بين جبهة مقاومة ميدانية تواجه العدوان والاحتلال بالميسور من الوسائل وبالعمليات الفدائية وبين العمل السياسي والمقاومة السياسية … في تكامل وتناغم لا يغني العمل السياسي عن العمل المقاوم في الميدان ..

 وفي التجربة المغربية عدة نماذج منها العملية التي قام بها الشهيد علال بن عبد الله الذي هاجم كركوزة الاستعمار الذي أرادت فرنسا تتويجه ملكا على المغرب ( بن عرفة )

 ولا زالت عدد من الشوارع المغربية تحمل اسم هذا المقاوم شأنه شأن الزرقطوني وإبراهيم الروداني وغيرهم من رموز المقاومة .. الى جانب الجناح السياسي للمقاومة الذي كان يعرف بالقضية ويزرع الوعي ويحرض على مقاطعة البضائع والأنشطة الاستعمارية وغير ذلك من التعبيرات السياسية من مظاهرات وتحريض على مقاطعة البضائع الاستعمارية … مما نقله آباؤنا مما شاهدته وعايشوه وشاركوا فيه ..

إذا صح ما نقلته ” اكسيوس” من تصريحات منسوبة إلى السلطة الفلسطينية. ومن تحويل الأمن الفلسطيني بنادقه ل” المقاومة ” فهذا أمر خطير ..قل نظيره في تجارب حركات التحرر الوطني التي كانت تجمع دوما بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي في تناغم وتكامل

 .

أن تتحول القيادة السياسية – رغم شرعيتها المنقوصة – إلى القيام بأدوار سلطة الاحتلال .. أمر خطير لا يليق ب “السلطة الفلسطينية “

 وأتذكر رجالا كبارا من فلسطين وعلماء من أمثال .مفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذى أفتى أن من يبيعون أرضهم للصهاينة والسماسرة خارجين عن الدين الإسلامي ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين. ونشط الحاج أمين في شراء الأراضي المهددة بالانتقال إلى أيدي اليهود وضمها إلى الأوقاف الإسلامية.

  لا أظن أن شرفاء حركة فتح ومختلف الفصائل الفلسطينية يرضون عن تحول السلطة الفلسطينية الى أداة في مواجهة المقاومة والمقاومين بدل مواجهة الاحتلتل … ولا حول ولا قوة الا بالله …

فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا وما أعلنوا نادمين !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى