
الأمر أكبر وأعمق مما يتداول ويناقش بشكل سطحي وانفعالي على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر جلل والقادم سيقلب الموازين الاجتماعية.
الغاية هو تأنيث المجتمع المغربي، لن يبقى شيء اسمه تمييز بين الذكر والأنثى لا جسمانيا ولا فكريا، ولن يبقى هناك أي معنى للمفهوم القرآني ” رجال” ( الذي يدخل تحته كل من الأنثى والذكر)، لن يبقى هناك معنى لمفاهيم كالمودة والرحمة والتكامل التي تقوم عليها الأسرة التي هي أس المجتمعات
وبالتالي لن يبقى هناك شيء اسمه الأسرة، الاتجاه الرسمي الحالي هو اتجاه نحو الفردانية نحو راسي ياراسي وبعدك الطوفان، التوجه الحالي هو توجه نحو التحرر المطلق.
تحدثت البارحة مع احد المساهمين والمشاركين في تعديل المدونة لأفهم حقيقة ما يروج، فأخبرني أن هناك 230 نقطة او موضوع تم الاشتغال عليهم في المدونة، وأنه تمت إحالة 17 نقطة على المجلس العلمي لأنها نقاط حساسة ومهمة، وكان لابد لها من حل، وبالفعل تمت الموافقة على 14 نقطة من 17 والثلاث الباقية تم رفضها رفضا قاطعا وهي موضوع ال ADN وموضوع إرث غير المسلمة لزوجها المسلم، وإلغاء التعصيب. ومنه فثلاث نقاط فقط هي التي تم رفضها من بين 17 نقطة كانت حساسة، من أصل 230 نقطة التي هي موضوع التعديل في المدونة، ومنه فاغلب النقاط لم يكن عليها أي خلاف او اختلاف من بينها موضوع الطلاق الاتفاقي الذي سيصبح اكثر يسرا ويمكن للزوجين الذهاب فقط عند العدول لاتمامه دون الحاجة إلى تعيين محامي والذهاب الى المحكمة لرفع دعوة. بغيتي الطلق بإسم الله 2 دقايق وينتهي الأمر.
لا فرح النسويات ولا غضب المجتمع الذكوري، بشكل هستيري وانفعالي سينفع، الامر جلل، ومن يحكمون ويسيرون هذا لوطن يؤكدون اليوم وبشكل رسمي دعمهم المطلق للمنظومة الدولية الجديدة ذات التوجه العقائدي الشيطاني بما في الكلمة من معنى.
تعديل المدونة على الشكل الذي سينزل به، ما هو الا حق أريد به باطل. حقا، المرأة تعاني من ظلم القوانين وقبلها من ظلم النظرة الذكورية في التعامل معها، لكن هذه التعديلات كل ما قامت به هو فتح أبواب أخرى للصراع بين الرجل والمرأة، وتعميق الهوة بينهما. بدل تعديل المدونة كان لابد من نقضها من الاساس وإعادة صياغتها وقبلها كان لابد من الرجوع إلى منظومة العدل في شتى المجالات، العدل في الحكم، العدل في تقسيم الثروات، العدل في القضاء، تصحيح المنظومة الاجتماعية من ناحية التشغيل والتعليم، تصحيح المنظومة التوعوية من حيث المناهج التعليمية والتصور و التوجه الاعلامي…
فإن كان اي فعل يجب اتخاذه في مواجهة الطوفان القادم، فيجب أن يكون ممأسسا وأن يخرج من رحم اجتهاد حقيقي و دراسة مقارنة تكون موضوعية وعلى اسس، ماشي غير جيب يافم وقول، لابد للمؤسسات المدنية على الخصوص بشتى اطيافها، الى جانب المؤسسات ذات المرجعية الإسلامية الحقة، أن تتحد وأن يكون هناك فعل سريع وقوي في مواجهة الطوفان القادم وبقوة.
وكما قلت في تدوينتي السابقة، طرح الموضوع الان والطريقة التي نراها عليه، يحمل في طياته قادم اكثر سوادا، وسيعلن عن تعديلات لقوانين في مجالات أخرى ستكون صادمة ومزعزعة لاستقرار المجتمع المتخلخل أصلا، بنية المجتمع ستتغير بشكل راديكالي وفي وقت قياسي، وسيتم اعتناق وبشكل علني لكل المبادئ المدمرة له، والتعديلات المصرح بها ما هي إلا إعلان صريحا عن نهاية قطعية مع مرحلة كان عنوانها الأسرة والدين وأعني الدين الحق وليس التدين الثراتي، وبداية مرحلة يحكمها أصحاب العقيدة الشيطانية.
اي نعم العزة دائما لله ولرسوله وللمؤمنين، لكن سنة الله لا تحابي احدا، ولن تقوم الساعة الا على شرار الخلق.