
فرنسا و المدونة :
في الحقيقة لا أفهم سر تركيز ماما فرنسا، و جوقتها من النسوانيات على مدونة الأسرة، فبين كل تعديل وتعديل هناك تعديل ٱخر قادم، فلا تكاد تمر بضع سنوات على التعديل السابق حتى يأتي ساعي بريد فرنسا، أي النسوانيات العازبات بمطالب أكثر وقاحة وجرأة على الشرع، بحيث لا تتوقف سلسلة التعديلات و الحذف والزيادة و النقصان و التنقيح، إلى أن أصبح عندنا “مرونة” الأسرة بدل بمدونة الأسرة..!!، في رأيي أن فرنسا لن يهدأ لها بال وترضى عن مدونتنا، إلا بعد أن نصل إلى مستنقع جحيم الأسرة، الذي يعيش فيه المجتمع الفرنسي، فهناك تفكك أسري كبير وخطير مثلا زنى المحارم الذي بلغ مستويات قياسية وبدأ التفكير في تقنينه، ثم مشاكل العلاقات خارج إطار الزواج الإرتباط الحر ( العاشق) مثلا، هبوط حاد و كارثي في مستوى الخصوبة بين الفرنسيين، قلة المواليد وتشوه الهرم السكاني بسبب زحف طوفان الشيخوخة، وهذا من بركات تقنين المثلية و السماح بالإجهاض، فعلا لقد ظلمنا ماما فرنسا ونسوانياتها العازبات المناضلات، فهن لا يردن إلا الخير للأمة المغربية طلبا للأجر والثواب، يريدون منا فقط أن نتقاسم مع الأسرة الفرنسية فردوس الإستقرار العائلي، والطمأنينة الذي تنعم فيه مع العيش في (ثبات و نبات و نخلف صبيان وبنات)..
ـ صراع قديم جديد :
قد يعتقد البعض أن حرب فرنسا على قوانين الشريعة حديث العهد، وأنه جاء بعد الإستقلال و تشكيل البرلمان بأحزابه ثم إحداث مجالس علمية بكل أنواعها ودرجاتها، لا ياسادة الصراع بدأ مبكرا و بوتيرة متسارعة، ترمي إلى ضرب استقرار المجتمع المغربي و تفكيكه، فمنذ أن وطأت أقدام أول مقيم عام فرنسي أرض المغرب، المارشال الشيخ ( لوي هوبير ليوطي) سنة 1912 إبان الفترة الإستعمارية، حيث عملت فرنسا بكل قوة وإصرار و بنفس طويل لا يكل و لا يمل، على تغيير ومحو كل أثر للتشريع الإسلامي في القانون المدني المغربي، الذي كانت فيه الشريعة المصدر الرئيسي الأول والوحيد في سن القوانين، وهذا منذ تأسيس الدولة المغربية على يد الأدارسة، مرورا بدولة المرابطين و الموحدين والسعدين… وصولا إلى عهد العلويين، واليوم وبعد أزيد من 100 عام من حرب فرنسا على الشريعة، تمكنت من القضاء على أغلب القوانين المدنية المستمدة من الشريعة الإسلامية، واليوم لم يتبقى الكثير لقد اقتربت من الإجهاز على آخر معاقلها، حيث تشكل مدونه الأسرة آخر حلقة من مسلسل سلخ المغرب عن هويته، لنصبح دولة علمانية قولا وفعلا كما قال فقيه الأوقاف….
ـ انتصار النسوانيات العازبات :
العجيب في الأمر أن نسوانيات فرنسا لا يشبهن النساء المغربيات، لا في اللباس ولا في السلوك يعاقرن الخمر و يشربن السجائر وأشياء أخرى، في مظهرهن الخارجي يشبهن الغربيات اللباس دائما فوق الركبة، أغلب عازبات فرنسا فوق الخمسين ( بايرات)، لا زوج ولا أولاد ولا حياء أغلبهن مطلقات، يعني فشل في الحياة الزوجية وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقال، و المغاربة يقولون : ( لا زين لا أمجي بكري )، والمصيبة هي زعمهن تمثيل المرأة المغربية في المحافل الدولية، حيث يعتبر الإتحاد الأوروبي هؤلاء النسوانيات العازبات، خير من يمثل المرأة المغربية و يدافع عنها، ويضغطون على الدولة المغربية لقبول تعديلات ( البيرات) العازبات.. وإلا اعتبر المغرب متطرف ولا يحترم حقوق المرأة، و غير متسامح وقد يصنف كذلك لاقدر الله في خانة الإرهاب إنه ابتزاز رخيص…، مع الأسف الشديد تمت تلبية الكثير من مطالب النسوانيات، وما تبقى من مطالب يلبى في الحلقة القادمة من مسلسل نزع الملابس وتعرية الدولة بالواضح..!!
ـ غياب بنات الأصل و المفصل :
من المسؤول عن تغيب نساء المغرب العميق..!!؟ أمثال : لالة كنزة أو السيدة رحمة والأخت إيطو أو الياقوت أوطامو او اعبوش و الباتول أو السيدة الزهور بنت الحاج الشرادي…، بنات الحياء و الحشمة و الاصل اجلابة و النگاب، أو لقتيب والحايك والشربيل والطرابق والمنديل والشاشية عند اجبالة، حيث بقي الصراع النخبوي على أشده ( عندي عندك) ( شد ليا نقطع ليك)، بين نخبة مثقفة معزولة قد صاغت بعض المقترحات في مقر حزب أو جمعية، بينما النسوانيات العازبات قدموا مقترحات جاءت مباشرة من باريس، وبقي القصر حكم يفصل بين الطرفين طبعا بعد استشارة المجلس العلمي الأعلى، إذن هناك ثلاثة أطراف فقط وهذا خطأ استراتيجي كبير، إن غياب الشعب المغربي عن المعركة يضعف الخط الوطني الأصيل، لقد دخل هذا الأخير المعركة بلا سند شعبي، بينما النسوانيات لهم سند فرنسي اوروبي امريكي، إنه خلل و يشكل عدم توازن في الصراع بحيث تميل الكفة لصالح النسوانيات، وهذا واضح في صياغة التعديلات التي أتت كلها تقريبا لصالح المرأة، أو بو الركابي رحال بن اجيلالي ضربو ارموك، أكيد أن الشعب هو الضحية الأكبر و سيزداد عزوف الرجال عن الزواج، أصلا سوق الزواج يعاني كسادا مزمنا، بسبب الأوضاع المعيشية المزرية التي تمر منها البلاد، حيث أصبح هم الرجل الوحيد هو توفير مصروف لقمة العيش أي ( المرقة)، قبل بحثه عن الزواج من المرأة، لقد كان الزواج في الزمن الجميل سهل ميسر، والزوجة تفتخر بزوجها وتقول له : ( انت شريك حياتي)، والزوج يبادلها نفس الشعور ويقول هو كذلك : ( أو نتي شريكة حياتي)، لكن اليوم وفي زمن حكومة الباطرونا وبعد هذا التعديل، فهمت معنى شريك حياتي وشريكة حياتي، أصبح الزواج فعلا عبارة عن مقاولة تجارية، وأصبح “شركة” مسجلة وشراكة، من نوع (رابح خاسر) طبعا أبا المعطي بو الركابي هو الخاسر دائما، قد يكون مستقبلا عزوف عن الزواج وهذا أمر خطير، لكن لن يكون هناك عزوف عن ممارسة الفاحشة والعياذ بالله..!! ولكي لا نصل إلى ما أراده و خططه له أعداء الأمة المغربية، فرنسا و نسوانياتها والإتحاد الأوروبي ومن سار في ركبهم، أطلب من جميع المغاربة الليلة الإستماع جيدا إلى عبارات تهلال المؤذن، وذلك قبل أذان الفجر وصلاة الصبح وخاصة عندما يقول : وبصوت سجي ( يا عباد الله قوموا لا تناموا هذا وقت الخير…)، وهذه دعوة موجهة للشعب المغربي، لمواجهة الغزو الثقافي الفرنسي المدمر للأسرة، وهل هناك خير أفضل من الدفاع عن الأسرة المغربية …
ـ الزواج بين التعسير والتيسير :
تعسير الحلال للراغبين فيه كيف ذلك..؟ في المقابل تيسير الحرام لمن أراده، طبعا في إطار دولة مسلمة لا يمكن أن تكون الدعوة مباشرة للحرام، ولكن يمكن مع ذلك التحايل و توفير شروط وأسباب تيسير فعل الحرام، كيف ذلك..؟ قبل توضيح ذلك نعطيكم أول طرق لتسهيل ارتكاب الفاحشة… وهي أولا العمل على تعسير الوصول للحلال :
ببساطة هو جعل طريق الحلال صعبة وشاقة، والوصول إلى الزواج على سنة الله ورسوله دونه عقبات إدارية، و المدونة عقدت هذه المساطر وفرضت شروط جديدة، تلزم الزوج مباشرة بعد العقد وعند الطلاق وعند موته، كل هذا أثقل كاهل الزوج وجعله يفكر جدياً في التراجع، حيث يمكنه المقارنة بين حياة العزوبة السهلة والزواج وتكاليفه المرهقة، وفي الغالب مع هذه المدونة سيختار العزوبية…لكن لن يبقى وحيدا..!! هنا يأتي الحل ومن أهل الحل والعقد.. حيث يدخل وزير العدل على خط التيسير وتقديم ( الديسير) للعزاب..
ـ تيسير الحرام :
ومن أصحاب الحل والعقد نختار الوزير الأيقونة، وزير العدل الذي صرح أمام مجلس المستشارين، بأن طلب عقد الزواج لمن أراد الإقامة بغرفة في فندق أمر لا سند قانوني له، جيد الله يعطيك الصحه سير على الله ( أرا برع )، وبناء على ذلك صار الطريق معبدا للعزاب…!! وهذا من باب التيسير واش فهمتي ولا لا…!! دعاء مع الوزير الأيقونة بلسان حال العزاب : (سير كيما نفستي علينا أو يسرتي لينا الله يجازيك على قد نيتك وبما انت اهل له …)، وهناك منع زواج الفتاة القاصر قبل سن 18، لكن لابأس لهذه القاصر أن تكتشف كيف تعمل أجهزتها في سن 15ـ 16ـ و17، واش فهمتي يا بوراس طريق النشاط هاهو شاط مفروشه ورد، أو طريق زواج الحلال فيها الشوك أو لمسامر والزجاج مكسر.. أو المدونة وضعت شرط أن يكون الرجل حافي القدمين…!!
ابتسامة :
يحكى أن أحد الولاة في بغداد أيام حكم العباسيين، كان في دورية أمنية مع رجال الشرطة، وكان مستخفيا يضع لثاما على وجهه كي لا يعرف، و صادف ذات ليلة أحد مدمني الخمر وهو يقول ليس هناك عدل، و اقترب منه و سأله عن حاجته، لكن الرجل قال له إليك عني فلن تستطيع تلبية حاجتي، وهولا يدري أنه يخاطب الوالي شخصيا، لكن هذا الأخير أصر على الإستماع لشكواه وتلبية طلبه مهما كان، عندها قال : إني مدمن خمر و طلبي هو أن لا تعاقبني الشرطة، قال له الوالي هذا حد من حدود الله لا أستطيع تعطيله او منعه، لأن الحلال حلال والحرام حرام، لكن سنرى في أمرك خيرا إن شاء الله، وبعد انصرافهم عن الرجل قال لهم الوالي إذا لقيتم هذا المدمن يشرب الخمر، فمن أتاني به أعطي المدمن 80 جلدة وهي حد شارب الخمر، و أعطي من أتاني به 100 جلدة، وكانوا إذا لقوا الرجل قال بعضهم لبعض من يشتري 80 ب 100 ثم انصرفوا عنه…
مسرور المراكشي يحييكم ويقول لكم لقد كان المغرب مهاب الجانب موحدا خلف ملوكه المجاهدين، قهره الأعداء شرقا و غربا واسألوا التاريخ عنا، كيف هزمنا أوروبا الصليبة كلها في معركة واد المخازن، بقيادة البرتغال واليوم سيبقى المغرب كذلك شامخا عزيزا كريما، موحدا خلف ملوكه مهما تكلاب عليه الأعداء إلى ان يرث الله الارض ومن عليها…✊🏼