رأي

كلب الحراسة ..!!

مسرور المراكشي

ـ كلاب تمشي على اثنتين :

موضوع المقال هو كلاب الحراسة، والكلب جاء ذكره في قرآن يتلى إلى يوم الدين سورة الكهف، والكلاب أنواع و أشكال و أحجام مختلفة، هناك كلاب الديكور ترافق السيدات اثناء التسوق، وكلاب الحراسة الشخصية ترافق الشخصيات المهمة، إذن هذه كلاب طبيعية كما هو معلوم، لكن كلب الحراسة الذي هو موضوع المقال ليس كلبا عاديا، فإذا كانت هذه الحيوانات تمشي على أربع وفي وضع أفقي، فإن هذا الكلب يقف على اثنتين و يمشي في وضع عمودي ..!!، الكلام هنا عن الكلب بالمفهوم السياسي، ولقد كلف هذا الكلب بالحراسة سنة 1948 وبقي فيها إلى يومنا هذا، أي حوالي 76 سنة وهو في مهمة الحراسة ليل نهار، هذا فعلا كلب غير عادي إنه ( سوبير كلب مان )، حيث قضى كل هذه المدة الطويلة في الحراسة، كانت معه كلاب أجنبية “رومية” غادرت المكان، وكلاب أخرى محلية قضت نحبها وبقي ( مستر ) كلب صامدا، والسؤال ( 1 ) ـ من يكون هذا الكلب يا ترى..؟ ( 2 ) ـ من كلفه بالحراسة وماذا يحرس..؟ وسيكون الجواب على هذه الأسئلة بنفس الترتيب…

(1) ـ هوية كلب
الحراسة :

لن نحتاج إلى ذكاء خارق لنكتشف هوية ( مستر) كلب، إنها باختصار دولة الميز العنصري والإرهاب والإبادة الجماعية ( إسرائيل)، لا تخرج هذه العصابة من حرب إلا لتدخل في أخرى، تاريخ دموي و مجازر بلا حدود، يعد هذا الكيان الدولة الوحيدة في العالم، والتي لا يوجد فيها مدنيون بالمعنى الدقيق للكلمة، فقط العسكر وهو قسمان : ـ جيش نظامي و جيش الإحتياط، يتعلمون القتل و سفك الدماء مع كره العرب منذ نعومة أظافرهم، السياسة عندهم بسيطة إذا أردت الوصول إلى السلطة، ضع نقطة وحيدة في برنامجك الإنتخابي سفك الدماء، فكلما كان عدد قتلى الفلسطينيين كبيرا، كانت فرصتك في الوصول إلى كرسي الرئاسة كبيرا أيضا، وكلما كنت تجيد فن التحريض على القتل وتهجير الفلسطينيين، وتسعى لمنع قيام دولتهم وتدعو لاقتحام الأقصى…، فقد تصبح وزير داخلية أو وزير دفاع أو مستشار الرئيس، جميل أليس كذلك..؟، إن القتل والإرهاب يعد الطريق السيار نحو المجد و الزعامة، ومع ذلك يرتفع صوت نباح كلب الحراسة هذا مطالبا ب ( السلام)، و المضحك المبكي في نفس الوقت هو ترديد الجميع هذا النباح، و دون تمحيص كأنهم ببغاوات، حيث انخراط أغلب المنظمات الدولية في ترويج مسرحية ( السلام)، مثلا : ـ مجلس الامن الدولي ومشتقاته ـ الأمم المتحدة ومشتقاتها ـ قنوات فضائية بليدة…، فلا تسمع منهم إلا : ( بداية مفاوضات السلام ـ تعثر مفاوضات السلام ـ توقف مسلسل السلام ـ استئناف مفاوضات السلام..)، فقد تكون فعلا مفاوضات تناقش أي شيء، و تتحدث عن كل شيء إلا السلام المفترى عليه، إنه الضحك على الذقون واستحمار الناس، هناك حوالي 50 ألف شهيد في غزة اغلبهم نساء وأطفال، دمار شامل لم يسلم منه لا مستشفى ولا مدرسة ولا مسجد بل حتى المخابز قصفت، والعجيب أن نباح ( سلام) مستر كلب تردد صداه في كل الدنيا، و رددته كلابها أيضا سواء بوعي أو بغير وعي، والآن بعد أن تعرفنا على هوية كلب الحراسة، أقدم اعتذاري لكل كلاب الدنيا التي تمشي على أربع، فهي على كل حال خلقت لهذا الغرض، وخدمت الإنسان منذ آلاف السنين، لم تغدر ولم تخن وفيها خلق الوفاء، لكن (سوبر كلب مان) هذا جمعت فيه كل شرور الدنيا، ونمر الآن إلى الجواب عن السؤال الثاني :
ـ من يتحمل الوزر إذن في زرع (مستر) كلب بمنطقة الشرق الأوسط..؟ وماذا يحرس..؟

ـ إنهم طبعا أصحاب ( الكلب) :

من عادات المستعمر الأصيلة و الراسخة، هو دفاعه المستميت عن ( إنجازاته) في فترة احتلاله، هذا إن صح أن نصفها بالإنجازات ولكم نموذج فرنسا، حيث سعت هذه الأخيرة إلى تمجيد فترتها الإستعمارية بل الإفتخار بها، والغريب في الأمر هو قيام المحتل بذلك حتى بعد نجاح المقاومة في طرده، حيث يربي كلاب حراسة من أبناء البلد ( المستقل)، وذلك بعد أن يصنعهم على عينه و يصبحوا نسخة منه، حيث يوظفهم للدفاع عن لغته وثقافته، باختصار كل الموروث الإستعماري، لكن موضوعنا ليس هو الكلب البلدي الأصفر ( القانوع)، أي ابن البلد المتغرب رغم خطورته على وحدة الوطن وتماسكه، حيث يشكل الطابور الخامس الذي يخرب من الداخل،
إن الكلب المقصود بهذا المقال هو القادم من خارج فلسطين، على ظهر دبابة الغرب الإمبريالي وبالضبط في فترة الإنتداب البريطاني، إن هذه الأخيرة قامت بتنصيب كلب حراسة هذا، ليكون وريث الإستعمار الأوروبي ويحبط كل محاولة لتقدم العرب، حيث يقوم بضبط القطعان العربية وحماية حدود حظائرها، بحيث تكمن مهمة هذا الكلب في قمع كل نفس وحدوي، يروم هدم الحدود الموروثة عن الإستعمار الأوروبي، لكن لسوء حظ كلب الحراسة هذا هو اشتعال نيران المقاومة، و تلقيه الضربات من كل حدب وصوب..

ـ غزة تكسر أنياب الكلب :

بعد ضربة السابع من أكتوبر التي قصمت ظهر الكلب، ومن تم كثر نباحه طلبا للنجدة وبات في وضع بئيس، يستغيث بامريكا وبريطانيا وفرنسا المهم كل أعضاء حلف الناتو، وأصبح المشهد طريفا يبعث على الضحك، الكلب الذي كان يحرس أصبح في حاجة لكلاب تحرسه، وعلى رأي المصريين ( أجيب لك كلب ياكلب..!! )، وهكذا تداعى له حلف الناتو و زوده بكل أنواع السلاح، ورغم ذلك بقي ينزف و يلهث في نظري أصبح عبئا ثقيلا، ربما أصحاب الكلب يفكرون بجد في تولي غيره مهمة الحراسة، و من يدري فقد تكلف كلاب محلية تحسن العض و النباح معا، وسلطة الرئيس العبابسة جاهزة لتولي المهمة…
خلاصة :
رأيي مسرور المراكشي في معركة طوفان الأقصى، لن اتحدث عن الأمور العسكرية هناك خبراء تكلفوا بذلك، أظن أن الخسارة المعنوية الأخلاقية قد لحقت بالغرب الصليبي، فكل دعاية الغرب منذ عشرات السنين و حديثهم عن تقدم الإنسان الأبيض، و مركزية الحضارة الأوروبية وما تحمله من قيم، نذكر على سبيل المثال : حقوق الانسان ـ حقوق المرأة ـ حقوق الطفل ـ الديموقراطية… كل هذا تم فضحه في محرقة غزة، حوالي 50 الف شهيد أكثر من ثلثي الضحايا نساء و أطفال .. اصبحت الثورة الفرنسية وشعارها ( حرية ـ مساواة ـ الأخوة )، مجرد نباح و كذب في كذب، وكلام فارغ لا يصدقه إلا مغفل ساذج….هذا ما جناه كلب الحراسة الصهيوني على كلاب الغرب الصليبي المساندة له… فلسطين حرة ✌🏼

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى