
يُعتبر التعليم الركيزة الأساسية التي بُنيت عليها قوى الأمم، حيث يتفق الجميع على أن الاعتماد على القصص والتاريخ والأحداث الماضية واكتساب المعرفة من الزمن القديم يُفضي حتمًا إلى الفشل والتخلف والتبعية. إن تحقيق الاستقلال والقوة الوطنية يتجلى عندما تتمكن الدولة من توفير مكاسب لشعبها، مما يمكّن المواطنين من الاستفادة من فرص اقتصادية واجتماعية وتعليمية. وفي هذا السياق، أود أن أؤكد على أهمية التعليم؛ فالتعليم الذي يرتكز على الإبداع والابتكار هو السبيل لتعزيز الولاء والاستعداد للدفاع عن الوطن.
إن تعزيز الجبهة الداخلية من خلال العلم والتكنولوجيا يشكل الأساس لتحقيق القوة، بدلاً من الاعتماد على الأنشطة الصناعية التقليدية التي تقتصر على التجميع فقط. وهذا يبرز الدور المركزي للتعليم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يسهم في بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة التحديات الخارجية.
لذا، نحن في حاجة إلى نوع من التعليم يركز على الإبداع والتطوير، وليس التعليم القائم على الطورنوفيس والتركيب. نرغب في تعليم يُمكّن من صنع الأجهزة مثل الثلاجات والتلفزيونات والهواتف، كما هو الحال في تركيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا. إذ يجب أن ندرك أن أي اقتصاد يعتمد على خدمة الإمبراطوريات الكبرى هو اقتصاد هش وغير فعال، بينما يعتمد الاقتصاد القوي على محتوى تكنولوجي متقدم، مما يُعد حصانة ضد التحديات الخارجية.