البديل الاجتماعي الديمقراطي يصدر بيانا تحت عنوان : نحو تخليق الحياة العامة… السياسة بأفق جديد
إطلالة بريس

توصلت “إطلالة بريس” بنسخة من بيان صادر عن الهيئة الوطنية التأسيسية لمشروع البديل الاجتماعي الديمقراطي، والذي يعكس روح الالتزام بقيم الديمقراطية التداولية واستحضارًا لمعاني ذكرى 11 يناير الوطنية الخالدة.
يستعرض البيان أبرز محطات العمل التحضيري للهيئة، وما حققته من إنجازات تنظيمية وفكرية متميزة، تمهيدًا لتأسيس نموذج حزبي اجتماعي ديمقراطي مبتكر. كما أكدت الهيئة على أهمية النضال لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة، مع إطلاق برنامج عملها الجديد لعام 2025 لتعزيز التعبئة الوطنية والتحضير للندوة الصحفية التي ستُعلن فيها خلاصات المراحل التحضيرية ومشروع الميثاق السياسي.
وأكدت الهيئة انفتاح مشروعها على كافة القوى الحية لبناء مغرب العدالة والمساواة والتضامن. إليكم نص البيان.
انطلاقاً من روح الالتزام بقيم الديمقراطية التداولية، واستحضار عميق لمعاني ولدلالات ذكرى 11 يناير البليغة، بما تمثله لحظة تقديم وثيقة المطالبة باستقلال الوطن، تلك المحطة الخالدة في الذاكرة الجماعية للشعب المغربي، وبما تحمله من رمزية الكفاح الوطني ضد الاستعمار ومن معاني الوحدة والإرادة الجماعية في بناء مغرب السيادة والحرية والكرامة وما ترمز إليه من دلالات ودروس لاستشراف المستقبل، عقدت الهيئة الوطنية التأسيسية لمشروع البديل الاجتماعي الديمقراطي اجتماعها الدوري الذي خصص لتقييم حصيلة العمل خلال المرحلتين التحضيريتين السابقتين واستشراف آفاق المرحلة المقبلة في إطار رؤيتها اليسارية المجددة في أفق بناء مشروع مجتمعي تقدمي يرتسي وفقا لقيم العدالة والمواطنة والحداثة الفكرية في كنف دولة القانون والمؤسسات الاحتماعية الديمقراطية .
وفي هذا الإطار، تسجل الهيئة الوطنية بارتياح واعتزاز كبيرين المنجزات الأدبية والتنظيمية والتواصلية التي بلورتها الهيئة الوطنية للأطر التأسيسية، متمثلة في مجمل مشاريع وثائق وأدبيات البديل الاجتماعي الديمقراطي خلال المرحلة التمهيدية الأولى، التي تميزت بصياغة المبادئ المرجعية لمفهوم النموذج الحزبي المأمول في مستوياته التنظيمية، التدبيرية، القيمية، البرنامجية والتواصلية. كما تلتها، رزنامة اللقاءات التداولية والتشاورية الداخلية والخارجية في خضم الأجرأة المتدرجة للخطاطة التنظيمية المتمثلة في خارطة طريق واضحة المعالم نحو بناء نموذج الحزبي الاجتماعي الديمقراطي الرقمي بحمولته المرجعية الدستورية والحضارية والقيم المشتركة في كنف ثوابت الأمة المغربية العريقة. وهي الرؤية الفكرية والسياسية ذات المنطلقات اليسارية المجددة للفكر السياسي وللممارسة الحزبية الديقراطية الشفافة والاشراكية في أفق المساهمة النوعية في إرساء النموذج التنموي الجديد. وتحت شعار :
نحو تخليق الحياة العامة … السياسة بأفق جديد
وبانبلاج السنة الجديدة 2025 ، تطلق الهيئة التأسيسية برنامج عملها التنظمي والتواصلي للمرحلة الثالثة تحضيرا لمحطة التأسيس، بما يتماهى ويستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة، والتي تفرض تعزيز النضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة لكل فئات المجتمع، وخصوصاً الفئات المهمشة التي تعاني من آثار السياسات النيوليبرالية التي عمقت الفوارق الاجتماعية وضربت المكتسبات التاريخية للشعب المغربي.
وإذ تثمن الهيئة الوطنية خلاصات مختلف المحطات التحضيرية المنصرمة لما تم إحرازه من إنجازات فكرية وتنظيمية متميزة وفقا لمقاربة متدرجة ولمنهجية عمل بأجندة محددة ومضامين مبتكرة، كان من أبرزها تكريس مفهوم ” الديمقراطية التداولية” الداخلية عبر إثراء النقاشات الداخلية بين المكونات الفكرية والأطر والكفاءات المنخرطة في مشروع البديل، الشيء الذي أسهم بشكل جوهري في تشكيل لحمة قوية بين أعضاء الهيئة التأسيسية وتكامل المهام والأدوار، كما ساهم في ترقية وتشذيب وإثراء مشاريع الوثائق المرجعية والخطاطة التنظيمية والاستراتيجية التواصلية، حيث شكّلت سلسلة النقاشات والمداولات الموضوعاتية، الممتدة لأشهر مسترسلة، فضاءً خصباً لتلاقح الأفكار وتجذير المشروع السياسي للبديل الاجتماعي الديمقراطي حول مختلف القضايا المجتمعية الأساسية، وعلى رأسها التعليم والصحة والشغل والسكن وحقوق العاملات و العمال والشباب والنساء، وهو ما يبرز قيمة وأهمية وغنى “المشروع المجتمعي لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، باعتباره مشروعا مبتكرا لنموذج حزبي اجتماعي ديمقراطي، حاملا لمشعل التشبيب والتجديد والتحديث، يتطلع إلى المشاركة الفعلية في تخليق الحياة العامة وعقلنة ودمقرطة الفعل الحزبي، بالتالي رد الاعتبار للعمل السياسي باعتباره أداة للتغيير الهيكلي، ورؤية عملية ومنهجية فعالة لبناء مستقبل مشترك قائم على مرتكزات المواطنة الفاعلة عبر المساواة في الحقوق والواجبات، وتعزيز أسس الدولة الديمقراطية الاجتماعية في كنف مجتمع الكرامة والحرية والتضامن.
إن الهيئة الوطنية التأسيسية تؤكد انخراطها الكامل في مواصلة العمل بنفس الدينامية التي طبعت المرحلة السابقة، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود وتحويل الأفكار والمشاريع إلى واقع ملموس، بما يعني توجيه الطاقات والأعمال التنظيمية والتأطيرية والتواصلية نحو بوثقة التأسيس الفعلي لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي خلال سنة 2025 الجارية. ويشكل البرنامج المعتمد من طرف الهيئة الوطنية التأسيسية في اجتماعها الأخير، استمرارية للخطاطة التنظيمية المرجعية المعلن عنها عند إطلاق المرحلة التحضيرية الأولى السالفة الذكر، وهو البنامج الذي يروم تعزيز البناء التنظيمي التراكمي للحزب من خلال توسيع القواعد النضالية على المستوى الوطني والدولي، وتثمين جهود كافة الأطر والكفاءات التي انخرطت بوعي نضالي عالٍ في هذا المسار التحضيري، كما تعبر الهيئة الوطنية عن اعتزازها الكبير بروح العمل الجماعي التي مكنت من إحداث بنيات تنظيمية أولية على المستوى الجهوي والوطني قصد إنجاع مرحلة التعبئة العامة وطنيا، جهويا ومحليا، ثم التحضير للندوة الصحفية لتقديم خلاصات المراحل التحضيرية وتقديم مشروع الميثاق السياسي الذي يمثل الوثيقة المرجعية للحزب.
وإذ تدعو الهيئة الوطنية كافة المناضلين والمناضلات وكل الفئات الاجتماعية الملتفة حول مشروع البديل الاجتماعي الديمقراطي إلى مواصلة العمل بنفس الروح النضالية العالية التي ميزت المرحلة التأسيسية، فإنها تؤكد أن البديل هو فضاء مفتوح لكل القوى الحية الساعية إلى بناء مغرب الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتدعو إلى تعبئة كافة الطاقات والإمكانات المتاحة لتعزيز هذا المسار الديمقراطي التداولي، الذي يهدف إلى تحقيق تحول هيكلي في بنية المجتمع وإعادة الاعتبار لقيم التضامن والنضال الجماعي من أجل مغرب أفضل.
عن الهيئة الوطنية للأطر التأسيسية