رأي

طوفان العودة: درب الآلام نحو الحرية

سلمان بونعمان

بعد أن قدم الشعب الفلسطيني دروسا أخلاقية وحضارية وإنسانية في التضحية بلا حدود والصمود الأسطوري فوق الأرض وتحتها في معركة طوفان الأقصى المجيدة، يبهر هذا الشعب الأبي العالم من جديد بتقديم دروس عميقة في “الوطنية المؤمنة” و”الإيمان بالحرية” و”عشق الوطن” و”حب الأرض” و”تجذر الهوية” و”رسوخ العقيدة”.
إن طوفان العودة لا يختار الانتماء إلى عالم الأشياء الزائلة ولا العودة إلى المساحة المادية فحسب، بل زحفه الجماعي يضفي على الانتماء دلالة التشبث بالأرض والحق ومعاني الشرف والعزة، فيرى في عالم “الأنقاض” أرواحا وذاكرة ودماء وآلاما وآمالا وإحياء لسردية المرابطة الطوفانية، وفي العودة إلى “الفضاء المهدوم” رمزا للإصرار على الحياة والصلابة الحضارية والروحية للشعب ومقاومته الباسلة، كما يشم في التراب رائحة الحرية وتفرّد المقاومة وعبق الشهادة.
يذكرنا طوفان العودة بالأمل الزاحف إلى الحرية والانعتاق، كما يرمز إلى أن شعب فلسطين حاضر في التاريخ والجغرافيا، منغرس في الزمان والمكان، محفور في الأرض والعمران، وأن هذا الشعب لن ينقرض لأنه عصي على الإبادة والتهجير، وأنه سيولد من تحت الأنقاض وسينبعث من تحت الرماد لأنه عاشق للحرية والكرامة.
وإذا كان الطوفان نموذجا لما سيكون عليه الفتح، فإن “طوفان العودة” نموذج أولي للعودة الكبرى لفلسطينيي الشتات والمخيمات إلى بلادهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى