
هذه الصورة تروي ملحمة تاريخية تحمل في طياتها مشاهد ورسائل قوية تمثل قوة الشعب الفلسطيني الذي لا يُقهر. تعكس هذه اللحظات إرادة لا تنكسر ورغبة ملحة في العودة إلى منازل مدمرة، رغم ما يعانيه من جوع وعطش. فمع محاولة إعادة بناء خيم في أراضٍ تتناثر فيها آثار الدمار، أثبت سكان غزة أنهم حولوا هذه التحديات إلى واقع ملموس.
تعد هذه المشاهد دليلاً قاطعًا على فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة في حرب الإبادة الجماعية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا، رغم الدعم الذي تلقته من أقوى دول العالم. استخدمت إسرائيل خلال هذه الفترة كل الأسلحة الفتاكة واتبعت سياسات الحصار والتجويع والتشريد، إلا أن هدفها في كسر إرادة هذا الشعب المناضل لم يتحقق، بل ساهمت أفعاله البطولية في إحداث أزمة داخل الكيان الإسرائيلي، زعزعت الأحزاب الاستيطانية وأثارت مخاوف اليمين.
إن عودة سكان شمال قطاع غزة إلى أراضيهم تُعتبر حدثًا مثيرًا، أُنظر إليه كخسارة ونكبة من قبل الاحتلال، كما تناولته وسائل الإعلام، بما في ذلك تلك التي تُعد معتدلة.
إن ما شاهدناه في غزة من تحدٍ للخوف، وتعليق بالأمل، والدفاع عن الكرامة والحق في العودة إلى الوطن، يمثل دروسًا يتوجب تدريسها للأجيال القادمة، ليس فقط في وطننا العربي، بل في كل أرجاء المعمورة.