رأي

في عناية أمير المؤمنين بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

بقلم الدكتور عيدودي عبد النبي

المقدمة

تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمير المؤمنين ، و حامي الوطن و الدين ، يشهد المغرب نهضة علمية ودينية كبيرة في خدمة كتاب الله القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة . لقد أظهر جلالته منذ توليه عرش أسلافه المنعمين، اهتماما بليغا و حرصا كبيرا على تعزيز مكانة القرآن والسنة في حياة المغاربة المسلمين ، عبر مبادرات محمودة ومشاريع عظيمة تعكس التزامه العميق بحماية الهوية الإسلامية ونشر قيم الإسلام السمحة. في هذا الموضوع، سنستعرض بالتفصيل الجهود الكريمة التي بذلها جلالته في هذا المجال، مع التوقف عند أبرز المحطات التي جعلت من المغرب منارة للإشعاع الديني والعلمي.

1. العناية بالقرآن الكريم: جهود جليلة في خدمة كتاب الله

أ- تشجيع حفظة القرآن الكريم

يولي جلالة الملك محمد السادس، أيده الله، اهتمامًا خاصًا بحفظة القرآن الكريم، حيث يُشرف شخصيًا على تنظيم المسابقة الوطنية للقرآن الكريم التي تُعد من أبرز الفعاليات الدينية في المغرب. يتم خلال هذه المسابقة تكريم الفائزين من الشباب والفتيات الذين أظهروا تفردا و تميزا في حفظ القرآن وتلاوته، مما يؤكد حرص جلالته على تشجيع الأجيال الصاعدة على الالتزام بكتاب الله. هذه المسابقة ليست مجرد حدث سنوي، بل هي رسالة قوية تُبرز مكانة القرآن الكريم في قلوب المغاربة داخل الوطن وخارجه .

ب- دعم جلالته القوي للمدارس القرآنية:

قام جلالة الملك، حفظه الله، بدعم المدارس القرآنية في جميع أنحاء المملكة، حيث تم توفير الإمكانيات المادية والبشرية لضمان تعليم القرآن الكريم وفق منهجية علمية متطورة. من بين هذه المدارس:
– مدارس التعليم العتيق:التي تدمج بين التعليم الديني والعلوم الحديثة، بهدف تخريج جيل متعلم ومتمسك بقيم الإسلام السمح .
– دور القرآن: التي توفر دروسا في تحفيظ القرآن الكريم وتفسيره، خاصة في المناطق النائية، مما يعكس حرص جلالته على نشر العلم الشرعي في كل ربوع المملكة.

ج-طباعة القرآن الكريم وتوزيعه:

أمر جلالة الملك محمد السادس، أيده الله، بطباعة القرآن الكريم وتوزيعه مجانا على جميع المسلمين و وضعه بمساجد المسلمين داخل المغرب و خارجه . كما تم إنشاء (طبعة خاصة لطباعة القرآن الكريم) في المغرب، مما يعكس حرص جلالته على توفير نسخ عالية الجودة من القرآن للمسلمين في المغرب وخارجه. هذه المبادرة الكريمة تُظهر مدى اهتمام جلالته بتسهيل وصول كتاب الله إلى كل بيت مغربي.

2. العناية بالسنة النبوية الشريفة:

أ- إحياء لهدي النبي صلى الله عليه وسلم يحرص جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، على تعزيز دراسة السنة النبوية الشريفة، حيث تم إنشاء مراكز بحثية متخصصة في دراسة الحديث النبوي وتحقيقه. من بين هذه المراكز: مركز البحوث والدراسات في الحديث الشريف والسيرة النبوية الذي يعمل على تحقيق المخطوطات الحديثية ونشرها، مما يعكس حرص جلالته على إحياء التراث الإسلامي. بالإضافة إلى كليات الشريعة التي تقدم برامج أكاديمية متخصصة في دراسة السنة النبوية، بهدف تخريج علماء متخصصين في الحديث النبوي.

ب -إحياء التراث الإسلامي: قام جلالة الملك، أيده الله، بدعم مشاريع إحياء التراث الإسلامي، بما في ذلك تحقيق ونشر كتب الحديث النبوي. من بين هذه المشاريع: كتحقيق صحيح البخاري وصحيح مسلم:حيث تم إصدار طبعات محققة من هذه الكتب، مع تعليقات وشروح علمية، مما يعكس حرص جلالته على توفير مصادر موثوقة لدراسة السنة النبوية.
وكذا نشر كتب السيرة النبوية:التي تسلط الضوء على حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الحميدة ، مما يعكس حرص جلالته على نشر الهدي النبوي بين الشباب.

ج – الخطب الدينية: يحرص جلالة الملك على أن تكون الخطب الدينية في المساجد مستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يتم توجيه الخطباء إلى التركيز على القيم الإسلامية السمحة، مثل التسامح والعدل والإحسان و المصالح المرسلة و حسن التبليغ و تسديد التبليغ . هذه الجهود كلها تعكس حرص جلالته على تقوية الوعي الديني بين المواطنين و جعل عقيدتهم قادرة على مسايرة التطورات الحديثة .

3. المبادرات الدولية في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية:

أ- رئاسة جلالته لجنة القدس بيت الله و مسرى رسوله الكريم :

يتولى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله و نصره ، رئاسة لجنة القدس، التي تعمل على حماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف. من خلال هذه اللجنة، يقوم جلالته بدعم مشاريع تعليمية ودينية تهدف إلى تعزيز الوعي الديني لدى المسلمين في القدس، مما يعكس حرص جلالته على خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان من باب الأمانة العظمى التي تجعله خليفة الله في أرضه و زمانه .

ب- دعم المؤسسات الإسلامية العالمية:

دائما و بشكل مستمر يشارك المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، و بصفته أمير المؤمنين ، في دعم المؤسسات الإسلامية العالمية التي تعمل على نشر القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل:منظمة التعاون الإسلامي التي تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في المجالات الدينية ، و الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يهدف إلى توحيد جهود العلماء في خدمة الإسلام. و كذا دعوته لكبار العلماء للمشاركة في الدروس الحسنية كل رمضان .

الخاتمة

بفضل الرؤية السامية و المتبصرة بمولان أمير المؤمنين صاحب الجلالة و المهابة الملك محمد السادس، حفظه الله و أعز أمره و نصره ، عرف المغرب تقدم كبيرا في مجال العناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
إن الجهود الكريمة التي بذلها جلالته في هذا المجال تؤكد التزامه القوي بتحقيق رسالة الإسلام السمحة ونشر قيمه العالية. التي جعلت من المغرب منارة للعلم والإيمان و أرض أهل الله الصالحين الحافظين لكتابه العظيم و لسنة نبيه الكريم .
و الحمد لله الذي بحمده
يبلغ ذو القصد تمام قصده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى