الخلطات السحرية التي تحبل بها السوشيال ميديا والأسواق الأسبوعية
بقلم عبد اللطيف بوعلام شيخ القراء بالمدينة الصفريوية

بعيدا عن كيل الشتائم والاتهامات المجانية لمجاوزة حدود اللياقة واللباقة، فواجب الداعية يقتضي ويتحتم عليه التنبيه والتحذير من مغبة السقوط في شَرَك المحتالين على إخوانهم المؤمنين.
أما بعد؛ فهذا مقال استرواحي على غير عادته يُهِمُّ نقد بعض الظواهر والخلطات السحرية الغريبة والدخيلة على بلدتنا الحبيبة بغزارة في هذه الآونة الأخيرة.
هو مجرد رأي لضبط المسار وتقويم المسير لمعظم الإعلانات والفيديوهات الإشهارية الخادشة للحياء مدَّعية معالجة ضعف الانتصاب والبرود الجنسي لإنجاح العلاقة الحميمية، وضمان الاسقرار والاستمرارية، والتي تحبُل بها وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة من قِبل الجنسين على حد سواء، وطالت الأسواق وأبواب المساجد المشتهرة بأصواتها صادحة بمجرد سماعها للسلام عند الانتهاء من تلك الشعيرة، وبأساليب تغريرية جالبة ومسترعية للأنظار كأننا في حرب مستعِرة موجبة للنفير في الفيافي والقِفار، بحيث إذا ضعُفت عصانا أو ضاعت مِنا صِرنا ضائعين تائهين منهزمين عن استكمال المشوار كالذي انطفأت عنه الأنوار، وأصبح عديم الجدوى ولا قيمة له وسط ذلك الظلام الدامس الواعد بأزمة نفسية تقوده إلى الانتحار.
وإنه للعجب العجاب من هؤلاء المروجين لأمثال هذا الأدوية: (عسل الفرنان. العسل المَلكي. عسل السعادة الزوجية. أعشاب القوة للمتزوجين…، واستحييت من ذكر بعض الكلمات المباشرة في قِمة الفُحش والبذاءة محتمين بذرع أن ” لا حياء في الدين “، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد طاف على نسائه في ليلة واحدة بغُسل واحد إظهارا لفحولته وقوته، وهلم جرا من المبالغات المصروفة في غير معناها الحقيقي)…
لكن هؤلاء لم يخبروا ويعلموا بأن أسلافنا الأتقياء الأنقياء كانوا يجاهدون الليل بقيامه مستنجدين ببركة الأذكار، وكادحين للرزق داعين الناس للخير بالنهار، ومنافحين عن الدين مدافعة للأشرار، ومتسوري حدود الواحد القهار؛ بحيث كانوا بحق رُهبانا بالليل فُرسانا بالنهار ” من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون”، ونحن في هذا الزمان لا نعلم جهادا ورقيا أسمى سوى الجهاد بوسيلة ما بين الفخذين مسلطا سيفه في طوله وغلظه لتوسعة الشرخ عبادة محمودة لإشباع غريزة الحمار، وإظهار قوة الرجولة الحصانية على القوارير الصغار والكبار عملا بالحديث الذي يروجه خلاف مقصوده قُصّار الفكر من الفجار، والذي هدفه هو التحصين والترغيب في الحلال لا الاعتداء على حرمات الواحد القهار بارزا في قول النبي المختار: * إن في بُضع (الجماع) أحدكم عبادة..* بالحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله: أنّ ناسًا مِن أصْحابِ النبيِّ ﷺ قالوا للنبيِّ ﷺ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كما نَصُومُ، ويَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أمْوالِهِمْ، قالَ: “أوَليسَ قدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، ونَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أحَدِكُمْ صَدَقَةٌ”، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أيَأتي أحَدُنا شَهْوَتَهُ ويَكونُ له فِيها أجْرٌ؟ قالَ: “أرَأَيْتُمْ لو وضَعَها في حَرامٍ أكانَ عليه فِيها وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذا وضَعَها في الحَلالِ كانَ له أجْرٌ”.
وإن كان ولابد من معالجة فعالة للضعف الجنسي الذي يعتور العديد من البشر بسبب التغدية غير الصحية والمتوازنة البعيدة عن المواد الكيميائية وبعض اللقاحات المشكوك في وقايتها من الأمراض الفتاكة كما يروج عند العامة تبعا للتصريحات المتخصصة الواردة على ألسنة المشاكسين من الخبراء المشككين في المسألة، إذ الله وحده هو العالم بنجاعتها في المقاومة…
والكيِّس الفَطِن هو من يتوجه عند الأطباء المتخصصين في الميدان لأخذ نصائحم والعمل بمشورتهم، وحذاري كل الحذر من استعمال تلكم الخلطات السحرية المساهمة في التنمية وتكثير الذرية. إذ الهدف منها حصد أكبر عدد من اللايكات بقصد جمع بعض الدريهمات. ناهيكم عن النصب والاحتيال الذي يتعرض له الغافلون المصدقون لهذه التراهات فيشترونها معلبة في قارورتين زجاجيتين مصغرتين بمبالغ مالية أدناها مائتا دهم، وزيد الما زيد الدقيق مرافقة لهما ببعض للزيوت، وإنها لثورة حتى القبر. عفوا حتى النصر…