
في خطوة تعكس عقلية استعمارية جديدة، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات خطيرة وغير مسبوقة خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله في البيت الأبيض. وقد أكد ترامب على ضرورة خروج سكان غزة من وطنهم، متبنيًا خطابًا يشجع على الاقتلاع والتهجير، حيث لم تعد مقترحاته محصورة في إطار انحياز سياسي تقليدي، بل باتت بمثابة إعلان عن تنفيذ مخطط استيطاني يهدف إلى توسيع حدود إسرائيل.
وبلغة صريحة ودون أي تملق دبلوماسي، تحدى ترامب السكان قائلاً إنه لن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم، حيث سنوفر لهم بدائل أفضل في الأردن ومصر، مدعومين بميزانيات سنوية تصل إلى مليارات الدولارات. وأكد أيضًا أنه في حال عدم قبولهم بهذه البدائل، ستُوقف هذه المساعدات.
أثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية تعكس حالة من القلق إزاء السياسات والمواقف التي يتبناها ترامب، ليس فقط تجاه سكان غزة، بل تجاه العالم بشكل عام. وقد بدأ الكثيرون في إدراك أن ما تم بناؤه على مدار عقود من النضال والتضحيات، يسعى ترامب إلى تحطيمه وتدميره.
كما تم تناول خطة ترامب لاحتلال غزة على ألسنة وسائل الإعلام العالمية بمختلف دياناتها وتوجهاتها، حيث أبدت استنكارها الشديد. أرى أن هناك حربًا إقليمية جديدة تلوح في الأفق نتيجة لأفعال ترامب ونتنياهو. فإذا فشلت الدول العربية والإسلامية في مواجهة شروط ترامب بضم أراضٍ جديدة إلى إسرائيل، فإن مطامعه قد تتخطى ذلك لتطال أجزاءً من الأراضي الأردنية أو المصرية مستقبلاً.
لذا، هناك ضرورة ملحة لاتخاذ موقف حازم لوقف هذا الجشع والطمع، والتصدي للإرادة القوية الغير المشروعة التي تهدد استقرار الدول العربية وغيرها. يجب التفكير بجدية في كيفية التصدي لسياسات ترامب وعقيدته، والدفاع عن مبادئ القانون الدولي والمنظمات الإنسانية.