رأي

الكنبوري يكتب : (بيان إلى المغربيات والمغاربة)

ادريس الكنبوري

بعد أن فر المدعو أحمد عصيد – لكع بن لكع – من المناظرة فرار الأرنب؛ ذهب إلى هاتفه النقال كعادته وجلس أمام الكاميرا يتحدث عن “آداب المناظرة”! وصعد إلى الجبل بدعوى أنه لا يناظر من يسبه ويتهمه بالجاسوسية والعمالة ولا يحترمه، لكي يبرر فراره وجبنه.
وعليه، أود توضيح الأمور التالية للرأي العام:
أولا – إن آداب المناظرة لا يمكن أن يدعيها من لا يعرفها أصلا ولا يعرف حتى آداب الحديث أمام هاتفه النقال، فكيف يعرف آداب المناظرة أمام شخص من لحم ودم؟ وهذا الشخص كذاب متلاعب سفيه كلما جلس خلف هاتفه يكذب ويصدق نفسه.
ثانيا – من آداب المناظرة الالتحاق بها متى دعي إليها الشخص، خاصة إذا كان يزعم أنه يدافع عن أفكار معينة، ثم خاصة إذا كان من المكثرين في الحديث والظهور في المقابلات المخدومة، إذ ليست هناك فرصة يمكن للشخص أن يروج فيها أفكاره ويقنع بها الناس سوى المناظرة.
ثالثا – من آداب المناظرة الحوار مع المخالف المطلق في العقيدة والفكر، ومن أهم المناظرات تلك التي تحصل بين مؤمن وملحد.
رابعا – من أهم آداب المناظرة أن تكون بين شخصين لكل منهما مرجعية واضحة ومواقف صريحة تنتقل معه أينما كان، وهذا الشخص لا مرجعية له كما شرحت في مكان آخر، فهو يميل ميلا شديدا مع من يدفع، ويغازل أي جهة، ويقفز بين رأي ورأي في مكان واحد وفي الدقيقة الواحدة، وكنت أعرف أن الحوار معه سوف يتعبني إلى حد الإرهاق لأن الحوار معه سيكون كحوار مع شخص سكران، فأعمال العقلاء منزهة عن العبث وهذا شخص عابث.
خامسا – اتهامي بأنني أهاجمه لا أساس له، فأنا لا أهاجم الأشخاص لأعيانهم بل أهاجم الأفكار، وتبريره هذا تبرير للهرب والفرار؛ أما مهاجمة الأشخاص وتهديدهم مباشرة فهو من يتقنهما، وهو من يهاجم المسلمين بشكل مباشر بكل سفاهة وخسة ونذالة. فمنذ أن ظهر على السطح مثل قشة بفعل فاعل وهو لا يكف عن سب الإسلام والمسلمين والطعن في الصحابة والمقدسات والنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعد أكبر من مهاجمتي في شخصي كمسلم، ومع ذلك قبلت المناظرة ولم أتذرع بأنه ملحد أو أنه يهاجم نبيي ورسولي.
سادسا – يدعي هذا الشخص أنني لا أحترمه ويبرر هروبه بذلك، وفي هذا هو على حق، لأنه لا يشرفني أن أحترم سفيها جاهلا، وقد قلت هذا أكثر من مرة في قناتي. ولكنه يخلط بين عدم الاحترام والمناظرة ولا يفرق بينهما، فالاحترام أمر قلبي أما المناظرة فمسألة عقلية، وعدم الاحترام لا يعني أن المناظرة ستخرج عن آدابها.
سابعا – إنني أعرف معرفة يقينية بأن هذا الشخص مجرد بوق وعبد مأمور ولا فائدة من محاورته ولا نفع، واقتراح المناظرة جاء من جهة ثالثة، وقد قبلت بها لتكون فرصة لمعرفة حجم هذا الشخص أمام الرأي العام؛ ومعرفة هل تحت القبعة شيخ أم مجرد جمجمة، رغم أنني لا أحب مناظرة يوتوبر وكائن إعلامي.
ثامنا – إنني أعبر عن شديد استغرابي واندهاشي لهروب شخص يدعي الدفاع عن العقل والعلم من المناظرة. فطيلة سنوات وهذا الشخص يسب المغاربة المسلمين بأنهم ضد العقل والعلم وجهلة ومتخلفون وخارج العصر وتقليديون، وعندما جاءته فرصة لمناظرة أحدهم فر فرار الفأر، فمتى كانت الحداثة تهرب من التقليد والتقدم من التخلف والتنوير من الظلام؟ أم أن الأمور انقلبت؟
تاسعا – هذه هي المرة الرابعة وليست الثالثة التي يفر فيها من المناظرة كما قلت في أول منشور، فقد سبق أن اتصل بي قبل نحو عام صديقه المدعو عبد الخالق كلاب صاحب الموريين !!!! وطلب أن يجري معي حوارا في قناته حول الظهير البربري بعد أن استضاف لكع بن لكع ثلاث مرات حول نفس الموضوع كانا خلالها يتناجيان، ولكني رفضت الدعوة إلا بشرط أن يأتي بصاحبه ليكون المشاهدون أمام وجهتي نظر متناقضتين، فذهب المدعو كلاب ولم يرجع بجواب، وأرسلت إليه رسالة في واتساب أذكره فلم يرد، حيث هرب الصاحبان معا ووليا مدبرين ولم يعقبا.
عاشرا – أنا آسف جدا على هذا النزول إلى هذا المستوى، وأعتذر للقراء، فما كنت أحسب أن هذا الشخص بهذا الجبن والفقر الفكري، ولكنني أعتز أيما اعتزاز بأنني وضعته في حجمه الحقيقي أمام المغاربة حتى دون مناظرة، فقد تحقق المبتغى وولى زعيم العوعوة هاربا ينفس عن حقده خلف الهاتف النقال، فما كان الهدف من المناظرة غير هذا، وإذا تحقق الهدف فقد حصلت المناظرة بالنسبة لي وتحققت النتيجة.
حادي عشر – لقد كنت قد أعطيت مهلة ثلاثين يوما لهذا الشخص كي يغير رأيه ويتوكل – على من؟ – ويأتي للمناظرة، ولكن بعد مشاهدة الفيديو الذي سجله من هاتفه أعفيت نفسي من تعب بلا طائل، مدركا بأن هذا الشخص يريد أن يعيش عمرا أطول مؤثرا السلامة والغنيمة، ولذلك أدعو إلى تركه يعوم في مستنقعاته.
وقد قال المتنبي:
يرى الجبناء أن العجز عقل
وتلك خديعة الطبع اللئيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى