
تستضيف مصر في 27 فبراير الجاري قمة عربية في القاهرة، تهدف إلى بحث التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية. يأتي ذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، من أجل تناول المستجدات الخطيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصةً في ظل التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة من أراضيهم.
من المتوقع أن تخرج القمة بتأكيد الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين، إلى جانب عدم التعاطي مع الأفكار والمقترحات الاحتلالية التي يتبناها ترامب. تتضمن خطة رد الفعل العربي خلال القمة إعداد مناطق آمنة لنقل السكان إليها في غضون ستة أشهر، وتوفير وحدات سكنية خلال ثمانية عشر شهراً، بالإضافة إلى جذب شركات عالمية ومكاتب استشارية بدعم من رأس المال العربي والأوروبي.
إن الأمة العربية تمرّ في هذه المرحلة التاريخية بلحظة مفصلية تستدعي استجابتها للواقع المعقد، وهو ما يتطلب التخلي عن عبارات الشجب والإدانة والتصالح مع إرادة الشعوب. يجب أن تعود الدول العربية إلى اتخاذ خطوات ملموسة مثل اتفاقيات الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي التي أقرّت في عام 1950، والسعي لجعل كافة الفصائل الفلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية.
إن هذه الرسالة تحمل دلالة قوية على أنّ العرب اليوم أكثر توافقًا من أي وقت مضى، وأن الوقت قد حان لحركة عربية فاعلة لوقف الفكر الترامبي القائم على الغطرسة. فالأمة تمتلك من وسائل الردع ما يكفي لحماية شعوبها، وتحتاج إلى استعادة حيويتها وكلمتها لمواجهة المحتلين لأراضي الإسلام والعروبة.
و اتمنى ان تكون قمة القاهرة قادرة على تجاوز الشجب والإدانة وتحقيق نتائج ملموسة تُعيد للأمة بريقها وتصلح أوضاعها