رأي

في ذكرى 20 فبراير..

يونس فنيش

“حرية كرامة عدالة اجتماعية”. هتافات قد تطرب ربما كشعار جميل. ولكن إضافة كلمة “مساواة” تبعث الشك في أداء الجمعيات المحتفلة بذكرى 20 فبراير، لأن “الكرامة” تعني عامة الإستفادة من الحقوق المكفولة، و “العدالة الإجتماعية” تعني الشفافية و النزاهة و القسط و سياسة ضريبية عادلة، مثلا، و أما زرع كلمة “مساواة” فهذا يعني ضربا في الهوية الشعبية و إزعاجا للضمير الجمعي، لأن لا مساواة بين الرجل و المرأة و إنما هي حقوق يجب أن تكون محفوظة للمرأة كما للرجل.

في حين أن إدخال كلمة “الديمقراطية” في الهتافات فأصبحت متجاوزة و لا تطرب أحدا و لا تعني شيئا يذكر حقيقة، لأن زمن “الديمقراطية” انتهى، و كدليل قد يحضر ببال الناس يمكن طرح سؤال هل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ديموقراطي…؟ لا طبعا بكل تأكيد، فلنقل أنه ينتمي إلى الحزب الجمهوري الأمريكي، هكذا أفضل.. طيب…

إذا، في عصرنا هذا الديموديكية هي الحل لأن المطلوب اليوم هو العدل و العدالة في كل المجالات و ليس في قطاع القضاء وحده، لأننا كلنا قضاة في اتخاذ القرارات التي تهمنا في حياتنا، و القضاء وحده كجهاز، رغم تحمله لمسؤولياته باستماتة، يحتاج إلينا لدعمه كشعب ليس بمجرد كلمات رنانة ولكن بنظام و انتظام و الديموديكية تمكن من ذلك.

أن تخرج “جمعيات متحدة” اليوم لتخليد ذكرى 20 فبراير، في وقفة أمام البرلمان، و أن لا يتعدى عدد المشاركين 25 شخص تقريبا، فلابد أولا من الاعتراف فعلا بأن ذلك يعد انتصارا لحرية التعبير المكفولة ديمقراطيا، لأن قراءة معقولة في عدد المشاركين من دون عاطفة جوفاء، و بلا تسرع نمطي أكل عليه الدهر و شرب، هذا يعني إذا أن جميع مفاهيم الديمقراطية بجمعياتها و أحزابها و نقاباتها و ديماغوجيتها أصبحت بالية لا تغري حتى من يتوفر على قسط بسيط جدا من الوعي، أفلم أقل لكم ان الديموديكية هي الحل؟

بصراحة و هذا وقت الصراحة، المغرب محط أنظار و أطماع جهات و جهات (…) متربصة تظن أنها متمكنة، و لقد وضعت سيناريوهات عجيبة غريبة -حسب معطيات إعلامية و في السوشيال ميديا- ولكنها سيناريوهات رهيبة فظيعة و قد تكون مرعبة مروعة، و يقال أنها وضعت بعناية و بخطة محبكة تعتمد التدرج و التغلغل الصامت، و المغرب بلد استثنائي لا يمكن الاستهانة به، طبعا و هذا شيء مؤكد، ولكن لابد من اليقظة و الحذر على الدوام، إلا أن اليقظة و الدفاع عن الوطن يجب أن يشمل الجميع، و الروح الوطنية المغربية الأسطورية لم تكن عبر التاريخ عملا تقوم به أجهزة الدولة الموفقة لوحدها، من أمن و درك و جيش ملكي، و إنما بجبهة داخلية قوية متينة…

و أما اليوم، فشكل التحديات تغير، و ظروف عامة و شتى تغيرت محليا و دوليا تغيرا يكاد يكون جذريا، و لذلك فالجبهة الداخلية الوطنية تحتاج إلى أسلوب جديد قوي من أجل رفع تحديات المستقبل القريب قبل البعيد. المقترح: الديموديكية هي الحل. و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين على كل حال. و لا خوف على المغرب و المغاربة إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى