من المسؤول عن غرق الطفلة يسرى، وهل ستتم محاسبته، وكيف تفاعل المغاربة مع الحادث. القصة الكاملة.
بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم

يبدو ان هذا أسبوع الاطفال بامتياز، فبعدما كانت الطفلة ملاك التريند في بدايته هاهي الطفلة يسرى تنهيه وتنتهي معه حياتي لتلتحق بطيور الجنة وتودع عالمنا تاركة وراءها الصدمة للبركانيين خاصة وباقي المغاربة على وجه العموم.
كانت الطفلة يسرى قد جاءت الطفلة لتوها من حصة الساعات الإضافية، فوقع ما وقع وهي عائدة مع والديها، حيث أمها تحمل اختها الصغرى على ظهرها ووالدها امسكها من يديها.
و قد جرفتها السيول القوية وخطفتها من يد ابيها الذي كان بدوره يحاول عبور الطريق وتعدي السيول بصعوبة، سيول ناتجة عن امطار غزيرة فاجأت مدينة بركان قبل صلاة المغرب.
لم يستطع الاب مقاومة السيول فاسقطته ارضا بعد انزلاق رجله وسقط مع طفلته عند فتحة بالوعة صرف صحي، وجرفتها السيول بعيدا.
عجز الاب المسكين عن اللحاق بصغيرته بعد قوة السيول والجروح التي اصيب بها جراء السقطة المفاجئة، كان الاب بين ألمين، الم الجروح والم فقدان إبنته يسرى، والتي ابتلعتها البالوعة التي كانت مفتوحة لجر اكبر قدر من مياه الامطار لئلا تغرق بركان في فيضان جديد.
من فتح البالوعة ؟ هذا هو السؤال الذي ظل سكان بركان يطرحونه بعد وقوع الحادث الاليم، المشكل ليس فتح البالوعة، إنما في عدم وضع حواجز او إشارة لوجود خطر.
طبعا عمال الماء والكهرباء من فتحوا البالوعة لتجنيب المدينة فيضانا ياتي على الاخضر واليابس وياخذ معه ٱخرين غير يسرى، لكن كان عليهم اتخاذ الاحتياطات الكاملة قبل الإقدام على هذه الخطوة.
بعد هذه الحادث، تجند كل شباب المدينة فضلا عن فرق الإنقاذ التابعة للوقاية المدنية من اجل البحث عن يسرى، استمرت مسيرة البحث وطالت كل الاماكن المحتملة، وبالتوازي مع ذلك انطلقت دعوات على المنصات الاجتماعية تحث المسؤولين على بذل مجهود اكبر، وصارت الطفلة قضية رأي عام وطني بل وانتقلت قضيتها لبيت الله الحرام حيث ان بعض المؤثرين تحدثوا عن قضيتها امام الكعبة المشرفة ودعوا الله لها.
بعد طول بحث، تمكنت السلطات المحلية بدعم من شباب المنطقة من العثور على جثة الطفلة يسرى بقلب وادي الشراعة، بعدما تضاعفت الجهود وتنوع الباحثون عنها.
كتب للطفلة يسرى ان تضحي بنفسها إنقاذا لباقي ساكنة مدينتها الصغيرة، حيث التحقت بالرحيم وبجنات الخلد كطير من طيور الجنة الذين خطفهم الموت قبل بلوغ سن الرشد.
تم نقل جثة الكتكوتة يسرى لمستودع الاموات، وسط دهشة الساكتة وغضبهم على إهمال ولامبالاة بعض المسؤولين، وطالبوا بمحاسبة من تبث ضلوعه في حادث غرق الطفلة ذات التسع سنوات.
جدير بالذكر انه لحد كتابة هذه السطور لم يصدر اي بلاغ من السلطات المحلية يشرح للراي العام ويضعهم في صورة ما وقع.
الطفلة يسرى مجرد مثال حي للإهمال واللامبالاة التي تميز عددا كبيرا من المسؤولين، ولن تقف الماساة معها بل ستكرر وسيتكرر معها نفس سيناريو فتح تحقيق في النازلة، و ذاكرة المغاربة طبعا لا تتعدى ثلاثة ايام وستذهب القضية ادراج الرياح لذلك لابد من ربط المسؤولية بالمحاسبة، بل والمحاسبة الفورية و الصارمة.