
عاد مطار هيثرو بالمملكة المتحدة، أحد أكثر المطارات ازدحامًا في أوروبا، إلى العمل بكامل طاقته يوم السبت، 22 مارس 2025، بعد أن تسبب حريق اندلع في محطة كهرباء فرعية خارج المطار في انقطاع التيار الكهربائي، مما أدى إلى اضطراب واسع النطاق في حركة الطيران.
في صباح يوم الجمعة، 21 مارس، شبّ حريق في محطة كهرباء فرعية بمنطقة هايز، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المطار والمناطق المجاورة. ورغم تشغيل المولدات الاحتياطية، لم تكن كافية لتلبية احتياجات المنشأة الضخمة، مما أجبر السلطات على تعليق جميع الرحلات الجوية.
النتيجة كانت كارثية: تم إلغاء أكثر من 1,300 رحلة جوية، وتحويل عدد كبير من الرحلات القادمة إلى مطارات بديلة، مما أثر على ما يقرب من 300,000 مسافر حول العالم.
مع توقف الرحلات، وجد الآلاف من المسافرين أنفسهم عالقين داخل صالات المطار، وسط حالة من الفوضى وعدم اليقين. الطوابير امتدت لمسافات طويلة، والرحلات أُلغيت أو تأخرت لساعات، بينما عملت شركات الطيران على إعادة جدولة رحلاتها.
أولى الرحلات التي تم استئنافها كانت متجهة إلى الرياض وكيب تاون، لكنها لم تكن كافية لاستيعاب الأعداد الضخمة من الركاب المنتظرين.
في أعقاب الحادث، فتحت السلطات البريطانية تحقيقًا موسعًا لمعرفة أسباب الحريق، وسرعان ما أكدت شرطة مكافحة الإرهاب عدم وجود أي مؤشرات تدل على عمل تخريبي أو إرهابي. وأوضحت التحقيقات الأولية أن الحريق كان حادثًا عرضيًا، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب الدقيق.
بحلول مساء الجمعة، بدأت فرق الصيانة والطوارئ العمل على مدار الساعة لإصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي تدريجيًا. وفي صباح السبت، أعلن مطار هيثرو استعادة عملياته بالكامل، مع نشر مئات الموظفين الإضافيين في المطار لمساعدة الركاب والتخفيف من آثار الأزمة.
كما تمت إضافة رحلات إضافية لتعويض الإلغاءات السابقة، مما أتاح الفرصة لنحو 10,000 مسافر إضافي لاستكمال رحلاتهم. ورغم استئناف العمليات، استمرت بعض التأخيرات والإلغاءات حتى عاد المطار إلى نشاطه الطبيعي بالكامل.
أثار هذا الحادث جدلًا واسعًا حول مدى هشاشة البنية التحتية لمطار هيثرو، وأهمية تطوير خطط الطوارئ لضمان عدم تأثر العمليات بمثل هذه الحوادث مستقبلاً. كما سلط الضوء على الحاجة لتعزيز أمن الطاقة في المطارات الكبرى التي تعتمد على مصادر طاقة محددة.
وفي الوقت الذي عادت فيه الأمور إلى طبيعتها، لا يزال المسافرون الذين تأثروا بالحريق ينتظرون تعويضات واستفسارات من شركات الطيران بشأن التعديلات التي طرأت على رحلاتهم.