رأي

أيها الواقفون كلكم مسؤولون

بقلم أحمد الشقيري الديني

ونحن في زمن أفضل ليالي السنة نلتمس ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، إخوان لنا في غزة العزة يحذرون ليالي الغدر، عدو مجرم يباغثهم بقصف همجي عشوائي بمقنبلات وراجمات صواريخ ومدافع لا تفرق بين طفل وشيخ وامرأة..
وغدر من الخلف ممن أسلمهم لمصيرهم من حكام العرب همهم إحكام السيطرة على شعوب غاضبة وإطفاء غليان الشارع حتى لا يتحول إلى ربيع عربي يحصد البقية الباقية منهم..!
إن ما يجري في أرض الرباط خطير وخطير جداً ويهدد المنطقة في استقرارها والأنظمة في استمرارها..
إن الحد الأدنى المطلوب اليوم أن تدعو الجامعة العربية لاجتماع طارئ يحضره القادة العرب يتخذون من خلاله موقفا مشرفا يوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المدنيين العزل..
وهذا ممكن ومطلوب اليوم قبل غد..
فنحن لا نطلب من قادتنا أن ينخرطوا في حرب إقليمية دفاعا عن غزة وإن كان هذا واجبهم..
ولا نطلب منهم فتح الحدود للمجاهدين الراغبين في الالتحاق بصفوف المعركة هناك وإن كان هذا بعض واجبهم..
ولا نطلب منهم تسليح المقاومة وإن كان هذا واجبهم وفيه نجاتهم في الدنيا وفي الآخرة..
فقط نطالبهم بموقف موحد لدعم المحاصرين، دعمهم بالمال والغذاء والدواء والخيم والكرافانات..
أفلا يستطيعون اتخاذ موقف بهذا المستوى الأدنى؟! يحفظ ماء وجههم ويقلص الفجوة بينهم وبين شعوبهم..
أتخشون الأمريكان؟! فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين..
بماذا تطالب إسرئيل اليوم؟!
إنها تطالب المقاومة أن تسلم سلاحها لتنقض على أهل غزة فتذبحهم عن بكرة أبيهم..!
لم تبلغ الأمة في تاريخها الطويل هذا المستوى من الهوان والضعف رغم أنها تعد بملياري مسلم وتملك خزان الطاقة التي يتوقف عليها شريان الحياة الاقتصادية في العالم، ويوم استعملت سلاح النفط في مواجهة اسرائيل قلبت ميزان القوى لصالحها وانتصرت في حرب رمضان سنة 1973 ..
اليوم اسرائيل لا تريد من العرب السكوت على جرائمها في غزة فحسب، بل تريد منهم تطبيع العلاقات معها وفتح أسواقها لمنتجاتها من أجل إنعاش اقتصادها الذي انهار مع طوفان الأقصى، تريد من العرب أن يتحالفوا معها ضد إيران التي تهددها..!
تريد تعميق الفجوة بين الحكام والشعوب لتحكم طوقها على الحكام بإغرائهم أن الارتماء في أحضانها هو طوق نجاتهم..
وإسرائيل لتعزيز مطالبها هذه تحمل العصا الأمريكية في وجه العرب وتشعل بؤر التوتر بينهم على الحدود، وتحيي النعرات الإثنية بين مكوناتهم لإضعافهم والتحكم في مصيرهم السياسي..!
فإلى متى تعتمد الأنظمة العربية في استقرارها على أمريكا؟!
أركان الاستقرار معلومة، إنها تنمية الموارد البشرية والمادية وإرساء المؤسسات الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية والاعتراف بالتنوع الإثني واللغوي والثقافي..
غير ذلك مآله الفشل وذهاب الريح..
اللهم قد بلغت
ولا حول ولا قوة إلا بالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى