في عالم يتسم بالتغير السريع حيث تتسارع التطورات التكنولوجية والاقتصادية، يزداد الاستثمار في الإنسان وبنائه أهميةً أكثر من أي وقت مضى. فمن غير الممكن إنكار أن تطوير العمران وتحسين البنية التحتية، كإنشاء شوارع واسعة وملاعب رياضية ضخمة وناطحات سحاب، هو أمرٌ جذاب، إلا أن الأهم والأكثر أولوية هو التركيز على بناء الإنسان من خلال تعليمه وتوعيته بالقيم والأخلاق الإنسانية، إضافة إلى العناية بصحته الجسدية والنفسية.
إن التعليم يعتبر الركيزة الأساسية لبناء الإنسان، وليس المقصود به التعليم في المدارس والجامعات فقط، بل يشمل أيضًا التدريب المهني والتقني. وبهذا، نربّي أجيالاً تنشأ على احترام الأنظمة والقوانين، وتقدير الآخرين، ونبذ العنف بجميع أشكاله.
فالفرد هو صانع الحضارات، وبفضله تتقدم الأمم والمجتمعات نحو الازدهار. لدينا العديد من الأدلة في عصرنا الحالي لدول كانت غارقة في الديون والجهل، وكيف استطاعت تغيير واقعها عندما استثمرت في الإنسان وركزت على العلوم الحديثة والمتطورة. كوريا الجنوبية و سنغافورة و ماليزيا نمودج
إن هذا الواقع المُؤلم يُعد تحديًا كبيرًا لبناء بلادنا، وإذا لم نقم بإصلاح هذا الخلل الجذري الذي يعرقل التنمية المستدامة من خلال حلول جذرية وخطط مستقبلية ترتكز على الاستثمار في الإنسان قبل البنية التحتية، فلن نتمكن من اللحاق بالدول المتقدمة، ولن نستطيع بناء وطن قوي ينعم بالسلام والرفاهية.
