رأي

مجرد تنبيه ونصيحة منطقية ومقنعة للذين واللواتي يقبلون على صيام الست من شوال وعليهم أيام من القضاء

بقلم الفقيه الشيخ المقرئ عبد اللطيف بوعلام الصفريوي.

لا شك أن صيام الستة أيام من شوال لا يتحصل أجرها وثوابها إلا إذا كان الصائم ( أعني بذلك الذكر والأنثى على حد سواء باعتبارهما شقيقين في الأحكام باستثناء ما تعلق بخصوصيات أحد منهما ضرورة دينية معلومة) قد استكمل صيام شهر رمضان الفرض برمته، ذلك أنه من كان عليه قضاءٌ من رمضان لعذر شرعي، فإنه غير مُرَغَّب له في صيامها إلا بعد قضاء ما عليه من دَيْنٍ رمضاني، والحجة على صِدْقِ هذا التخريج قول النبي صلى الله عليه وسلم: * مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ “. الحديث أورده الإمام مسلم في صحيحه.
وعلى هذا الدليل المفيد لاستكمال الشهر ثم إتباعه بالست أقول لمن يهرعون لتحصيل أجر اغتنام فرص مضاعفته وعليهم قضاء أيام أفطروها لعذر مُرَخَّصٍ له، عليهم بتقديم الفرض على النفل، والغريب العجيب أن هذه العملية التَّأخُّرِيّة في القضاء تعتري النساء أكثر من الرجال، فيتثاقلن في الإسراع بالقضاء ويفضلن صيام شوال وأيام البيض والإثين والخميس ويوم عاشوراء، وغيرها من الأيام المباركة، ويبقى دَيْنُ رمضان مُعَلَّقاً شهورا مديدة إلى حدود إقباله، وهناك من دخلت في شهر رمضان، وعليها دَيْنُ الشهر المنصرم، وهذه حقيقة ماثلة بالنسبة للأسئلة التي ترد علي تترا من قِبلهن، وأخريات يغتنمن قِصَرَ اليوم في فصل الشتاء؛ وهناك من يؤخر الصلوات بحجة كثرة الانشغالات… ولذلك أقول للجميع: حذار من التباطؤ والتثاقل في أداء الفرائض، فدين الله أولى بالتقديم والاعتناء لأنه لا يدري المرء متى تعاجله مصيبة الموت، وكان بإمكانه سَدَادُ دينه، وتماطل في أدائه بحجة أن الله عَفُوٌّ رحمان رحيم غفور مرددين شعارات ظاهرها حق وباطنها باطل، ومن بينها قولهم: ” الوافي مَا يْحَافِي “: أي أن الكريم المعطي بغير عَدّ ولا حساب الوافي في جوده المنقطع النظير برحمته التي وسعت كل شيء لا يحاسب الناس على تقصيرهم في العبادات كالقادرين على أداء الصلوات في إبَّانِها، فيجمعون نقر الدِّيَكَةِ في الليل، والزكوات في وقتها فلا يخرجونها إلا عند قرب أختها حارمين بذلك حق الفقراء من الاتتفاع بها، و” خير البر عاجله”. ويتماهى مع هذا الطرح حتى الذين يلغون التكاليف الشرعية الملقاة على عاتقنا من قِبل ربنا خالقنا ورازقنا، وهم يصولون ويجولون في السوشل ميديا _ ومع كامل الأسف _ ينتمون لبني جِلدتنا، وحُجتهم في الإلغاء تتمثل بزعمهم أن الله غني عن عباده لا تضره معصيتهم، ولا تنفعه طاعتهم مغررين بذلك عرمرما من الشباب والشابات بهذا الكلام المعسول الذي لا ينطلي السم المدسوس فيه إلا على الجهال وضعاف العقول. اللهم قد بلغت. اللهم فاشهد. أرجو ممن اطلع على فحوى هذه الفتوى أن ينشرها على نطاق واسع، وله أجر النصيحة المتضمنة فيها. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وهدانا وإياكم إلى الحرص على الدين، وتطبيق تعاليمه في الحين. آمين آمين يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى