منتدى القراء

رأي محايد في مؤتمر حزب العدالة و التنمية..

يونس فنيش

26 أبريل 2025

الدولة المغربية قوية بقوة المخزن، و المخزن قوي بقوة المرجعية الإسلامية، و المرجعية الإسلامية يجسدها حزب العدالة و التنمية بامتياز. لقد اختار هذا الحزب كشعار لمؤتمره التاسع “النضال من أجل مصداقية الإختيار الديمقراطي و كرامة المواطن”، اختيار ذكي منبعه معرفة عميقة بما آلت إليه الديمقراطية عبر العالم من نقصان جد معتبر في مصداقيتها. فأن يناضل هذا الحزب من أجل الديمقراطية التي توجد اليوم، كنظرية لتسيير شؤون شعوب العالم، في مأزق، فهو إذن يقدم خدمة لكل الدول التي تتبنى الديمقراطية.

انطلق مؤتمر حزب العدالة و التنمية في تنظيم محكم، رغم شكواه من عدم توصله بالدعم الحكومي، في أجواء احتفالية بهية تتخللها موسيقى أشهر أغاني المسيرة الخضراء المظفرة و شعارات عاطفية قوية مساندة لفلسطين و المقاومة في غزة العزة، و هكذا كانت الإنطلاقة ملبية و مستجيبة لإرادة الشعب المغربي الأبي الأصيل الذي لا يمكن إلا أن يستحسن و يفرح لرؤية العلم المغربي الشريف يرفرف عاليا و بجانبه علم فلسطين، حيث باب المغاربة، بأيادي جميع مؤتمري حزب المصباح الذي أصر على الإستمرار في إضاءة مسيرة الديمقراطية رغم الصعاب الواقعية التي تواجهها بصفة عامة.

و من خلال صورة نشرها مناضل نشيط ينتمي إلى حزب المصباح تقارن بين كثافة الحضور بين مؤتمر 2012 و مؤتمر 2025، يظهر أن حزب العدالة و التنمية استرجع عافيته و قد يسترجعها كاملة لأن السياسة التي ينهجها مناضلوه باستماتة ترتكز على توازن حكيم معتدل محكم، ناهيك عن قدرة أبرز مناضلي هذا الحزب المجربين و المتابعين و المحللين لأدق تفاصيل الحياة السياسية التي تهم المغرب، الوطن الحبيب، في مواجهة خطاب معاكس يركز على بعض المحطات التاريخية في بعض المواجهات المباشرة في إطار الديمقراطية، بحيث يتمكن في غالبية الأحيان أطر هذا الحزب من التفوق و بامتياز.

جميع الأحزاب تقريبا تعقد مؤتمراتها بانتظام ولكن الذي يجعل مؤتمرات حزب العدالة و التنمية محط متابعة خاصة من لدن غير المعنيين بها هو كون هذا الحزب استطاع أن يتبنى و يجسد مرجعية المغاربة أو ما أصبح يصطلح عليه باللغة العامية “تامغربيت” يعني هوية المغرب و المغاربة في ظل الديمقراطية.

الرأي أن لا يمكن لأي حزب سياسي أن يتبنى الإنجازات في مجال التنمية من أجل جلب أصوات الناخبين لأنهم يعلمون أنها تبقى إنجازات الدولة المغربية، ولكن الناخبين أو المواطنين يريدون من يكون خير مستشار من بين الأحزاب السياسية للمحافظة على هويتهم أولا و قبل كل شيء، و لذلك فلا يمكن سوى الإعتراف بقوة حزب العدالة و التنمية السياسية مقارنة بباقي الأحزاب.

و ختاما، “النضال من أجل الإختيار الديمقراطي” شعار جيد و جميل لمواجهة الديكتاتورية عبر العالم كحل متوفر، في انتظار الأفضل و الأحسن كالديموديكية مثلا… مع أجمل تحياتي إلى القراء الشرفاء الأعزاء. و الله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى