
الفقرة الأولى :
ـ المنظمات الأمازيغية فيها أو فيها :
أتوجه من خلال هذا المقال إلى من يضع المنظمات الأمازيغية في كفة واحدة، و يعتبرها منسجمة و متجانسة لا بل متشابهة، هذا يصدق فيه المثل التالي : ( من جعل الناس سواء ليس لحمقه دواء)، لكنها في الواقع يا سادة مختلفة، و قد تجد عندها برامجا و توجهات تصل إلى حد التناقض، وهذا ليس عيبا في حد ذاته إذا كان هناك احترام لرأي المخالف، فهذه المنظمات تعد متشابهة من حيث الشكل للمشهد السياسي، فقد تجد فيها توجهات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، و ينشط فيها كذلك تيار الوسط المعتدل، لكن ما يهمنا هنا هو التوجه المشابه لأقصى اليسار، وسبب تصنيف هذا التيار مع اليسار الراديكالي، هو ما كشف عنه السيد أوزال بيكو المنشق عن تنسيقية ” أكال”، والتي تعني الأرض بالأمازيغية وأن لهذا التيار الملحد و المعادي للاسلام، مخططات خفية و ممولة من جهات خارجية، ويشكل بذلك خطرا على الدولة والمجتمع معا، والعجيب في الأمر هو تطابق توجهات وتصرفات ( البرنامج المرحلي )، وهو أحد فصائل اليسار القاعدي الذي ينشط في بعض المواقع الجامعية، مع توجهات وتصرفات هذا التيار الأمازيغي، ولنا عودة مع ما قاله المنشق السيد أوزال بيكو عن هذا التيار، بتفصيل في ختام هذا المقال، وفي الفقرة التالية ما هو سبب تجنب مسرور المراكشي الحديث عن المسألة الأمازيغية..؟
الفقرة الثانية :
ـ احضي راسك يافلان…!! :
لقد أحببت أن أتناول موضوع المسألة الأمازيغية، بفقرة تحمل عنوان مقتبس من أغنية الفنان المرحوم الحسين السلاوي، والتي يقول فيها : ( ..احضي راسك ليفوزوا بيك القومان..)، والأمر هو كذلك فهناك فعلا أقوام كما قال الفنان السلاوي، تنتظر بشوق كبير أية هفوة في الموضوع، كي تشعل بذلك نار الفتنة بين المغاربة و تصب النار على الزيت، لهذا كنت أتفادى دائما الخوض في هذا الموضوع الشائك، رغم إلحاح بعض المناضلين علي للكتابة فيه، أو أن أقوم بلوحات فنية ساخرة بين ( الشلح و لعروبي)، وهذا لأنني أعلم مسبقا أن هناك عناصر تريد الصيد في الماء العكر، فكل كلمة يتم تأويلها بسوء نية قصد التعبئة و تجييش المشاعر، لأن هذا الموضوع خطير ولا يحتمل الهزل أو المزاح، رغم أنني من مواليد سوس وبالضبط مدينة أنزي، وهي تابعة لعمالة تزنيت، فأول ماء نزل جوفي هو ماء (تانوطفيت)، و أعتبر كذلك أن الذي يخوض في هذا الموضوع ولو بحسن نية، كمن يبحر في مثلث ( بيرمودا)، فقل ما يسلم المرء من النقد اللادع و التجريح القاسي، فقد يوصف بالموالي للنظام المخزني و المروج لوجهة نظره، أو المتآمر والخائن للقضية الأمازيغية إلى غير ذلك من الشتائم ..، لهذا اختار الكثير من النشطاء الإبتعاد عن هذا الموضوع طلبا للنجاة، لكن عندما وصل الأمر إلى حد تهديد وحدة المغاربة، و استهداف دين الاسلام حصن الأمة المغربية، حسب ما جاء في تصريح الناشط الأمازيغي، المنشق عن تنسيقية أكال السيد أوزال بيكو، لهذا أصبح الأمر عندي غير قابل للتردد أو التراجع، وعليه قررت بسط وجهة نظري في المسألة الأمازيغية، لأن المغاربة كلهم من عرب و أمازيغ و أفارقة و موريسكين، في سفينة واحدة إن نحن تركنا بعض المتطرفين من هنا وهناك، يخربون السفينة غرق الجميع وإن منعوا نجا الجميع، اليوم هناك محاولة جادة لتدويل القضية الأمازيغية، وخاصة بعد دخول الكيان ( الاسرائيلي) وحشر أنفه في القضية…
الفقرة الثالثة :
ـ اللعب بالنار بين براميل البارود :
إن الكلام عن الأمازيغية والأمازيغ في المغرب، شيء بالغ الخطورة و الحساسية ويشبه المشي في حقل الغام، حيث إختلط فيه العاطفي بالتاريخي والسياسي بالثقافي..، ولم يعد الأمر بريئا كما بدأ أول مرة بين المغاربة، حيث استطاعوا نسبيا في بدايات القرن الماضي احتواء المشكل، بمواجهة الظهير البربري الذي خطط له المستعمر الفرنسي، لكن اليوم أصبح للقضية أبعادا دولية وتدخل فيها عدة أطراف، لكن الخطر الأكبر هو وضع الكيان الصهيوني مخلبه في القضية، ونحن نعلم حب بني قريظة و بني قينقاع للمسلمين، يحكى أن في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما قدم مهاجرا من مكة إلى المدينة المنورة، فلقد وجد فيها عداوة كبيرة بين قبيلتي الأوس و الخزرج، حيث لا تكاد تنطفئ نار حرب حتى تبدأ اخرى بسبب مكائد اليهود، وبعد إسلام القبيلتين صالح الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما، و ساد السلام والمحبة و الأمن بين القبيلتين لفترة، لكن هذا لم يعجب بني قريظة و بني قينقاع، فكانت محاولة للعودة بالوضع إلى ماكان عليه سابقا، حيث قام يهودي مندس بين الناس وهم في سمر ليلي، و ذكرهم بانتصار قبيلة على أخرى، في حرب كانت تسمى ( بعات) مما استفز رجال القبيلة المهزومة، و كادت نار الحرب أن تشتعل من جديد لولا تدخل النبي شخصيا، المهم و كما يقال ما أشبه اليوم بالأمس، إن الذين كانوا يشعلون نيران الحروب بين المسلمين في زمن الرسالة، هم من يعملون اليوم على زرع الفتنة بين المغاربة، وهذا موضوع الفقرة التالية..
الفقرة الرابعة :
ـ من داخل مطبخ الأمازيغ :
في قصة يوسف عليه السلام وثق القرآن شهادة امرأة العزيز، حيث قال عز وجل : ( وشهد شاهد من أهلها ) وهذا يعني أن الأمر مضبوط ولا مجال فيه للتكذيب، وهذا نفس الشيء نقوله عن شهادة المناضل أوزال بيكو، المنشق عن تنسيقية “أكال” وهي شهاد من داخل المطبخ، لهذا تعد بالغة الأهمية و الخطوة معا، وهذا لا يعني أن ما يقوله المناضل ويحمان ليس خطيرا، لكن شهادة المناضل أوزال هي في سياق ( ليس من رأى كمن سمع )، فهو قد عاشرهم لسنوات و خبر تصرفاتهم عن قرب، وهو شاعر وقائد في تنسيقية” أكال “وقد كسب ثقتة منظمة ( اررفان )، يقول عنهم : أنهم يشكلون خطرا على الجميع بما فيهم الأمازيغ، حيث يعتبرون كل من له هوية إسلامية غير أمازيغي، يعني لا يمكن الجمع بين الأمرين إما أمازيغي أو مسلم، وأضاف أنهم يعتبرون كل مخالف لهم في الرأي عدوا، هذا حتى لو كان أمازيغيا و يتآمرون على بعضهم البعض، ولم يقبلوا أن يكون تولي المهام في المنظمة بشكل ديموقراطي، و تركوا التسيير بشكل عرفي حفاظا على مصالحهم كما قال أوزال، لكن الأخطر هو عملهم باوامر تأتي من الخارج، وهذا فيه ضرب استقلالية المنظمة، فهم تابعون لرموز معروفة بالتطبيع مع الصهاينة، و مدعومة من منظمات خارجية تدعو إلى التحرر من كل المعتقدات، والأخلاق ونشر الرذيلة باسم حقوق الانسان، أضف إلى ذلك أن زعيمهم يقوم بزيارة” اسرائيل ” بين الفينة و الأخرى، ونحن نعلم أن شخصية كبيرة في حكومة الباترونا، تم ترقيته في سلم الماسونية نظرا لدوره المهم..!! ليتم نقله من محفل الماسونية المتوسط، في باريس إلى محفل الماسونية الأعظم في لندن، قاعدة : ( عندما يتعلق الأمر بنشر الشذوذ و الفاحشة وضرب الدين .. فتش عن الماسونية )، وكما يقال : ( إذا ظهر السبب بطل العجب ) إن الماسونية الصهيونية واء هذا الفصيل الأمازيغي المتطرف، لقد عمل الصهاينة على زرع فتنة الطائفية، في سوريا باختراق حزب العمال الكردستاني لضرب وحدة الأراضي السورية، وعمل الصهاينة على إشعال حرب أهلية في السودان، بواسطة دولة خليجية أصبحت قاعدة الصهيونية في الشرق الأوسط، و أكيد أن المغرب على أجندتها لزرع الفتنة الطائفية،
خلاصة :
مسرور المراكشي يحيي عاليا المناضل الأمازيغي الحر، القائد الشاعر السيد أوزال بيكو، الغيور على وطنه و دينه و الذي فضح هذا التيار المتصهين، الملحد اللاوطني المعادي لهوية الشعب المغربي، و المندس تحت ستار الدفاع عن الأمازيغ، اليوم تم فضحه بواسطة هذا المناضل الشهم، نحن المغاربة قوتنا في التنوع الثقافي، قرر المغاربة منذ أزيد من 12 قرن، أن يعيشوا على هذه الأرض المباركة ولو كره الصهاينة…شعب المغرب سيهزم كل المتربصين بوحدته✌🏼