رأي

خطة للتصدي لفيروسات تخريب توابث المجتمع ومناعته الثقافية..

د احمد الشقيري الديني

لم يعد خفيا على أحد أن الإسلام بات مستهدفا في عقيدته وشريعته ونموذجه المجتمعي، وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا في سرعة نشر الشبهات بين الشباب العاكف على هذه الوسائط..

وبالتالي لا يكفي اليوم أن نحمل مسؤولية الدفاع عن توابث الأمة ومقدساتها للدوائر الأربع التقليدية: الأسرة والمدرسة والمسجد والوزارة الوصية،بالطبع دون إعفاء هذه الدوائر من دورها الهام في تقوية مناعة المجتمع في مواجهة فيروسات التشكيك والهدم لثقافته الدينية…

فقط نريد لفت نظر المراقب أن هناك جبهة جديدة من خلالها يتم قصف المجتمع في عنصره الحيوي، وهم الشباب، وهذه الجبهة المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، الناقل السريع لفيروس الهدم، ليس عليها حراس أو جهاز دفاع يتصدى لخوض معركة التدافع القيمي..

نحن بحاجة اليوم وبكل تأكيد لجيش من العلماء والمثقفين والدعاة القائمين على حدود العالم الافتراضي يناقشون ويدحضون الشبهات ويكشفون زيفها وتهافتها..

لقد انتقلت المعركة الفكرية اليوم من المدرسة والجامعة والتلفاز إلى هذا العالم الافتراضي الجديد، وجدير بالغيورين على عقيدة الأمة وشريعتها ومرجعيتها الفكرية والأخلاقية أن ينخرطوا في دورات تكوينية تؤهلهم لحسن التعامل مع الشباب بلغة العصر وفي منتدياتهم في عالمهم الافتراضي ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 

ولا يتهيب أو يستعلي العالم والداعية والمثقف الإسلامي عن ولوج هذا الميدان والانخراط في معركة تجديد الوعي من أبوابها..

كما قال تعالى ( ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

*خطة الدفاع*:

من أجل تحقيق انتصارات على هذه الجبهة نحتاج لثلاثة أجهزة:

أولا جهاز الرصد: مهمته رصد الفيروسات المتسللة عبر وسائط التواصل الاجتماعي لتخريب مناعته الدينية، ثم تصنيفها بحسب موضوعاتها وبحسب خطورتها.

ثانياً جهاز الدفع أو الدحض: مهمته دحض هذه الشبهات وقتل تلك الفيروسات بالحجة والدليل العلمي وبأسلوب بسيط يناسب مستوى الشريحة المستهدفة. 

ثالثاً جهاز المنازلة: مهمته توظيف سلاح الدفع الذي تسلمه من جهاز الدحض لخوض معركة التدافع القيمي بنجاح..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مجال منصات التواصل الاجتماعي والانترنت عمومامهم كذلك للرد على ما تبثه القنوات الرئيسية من تفاهات، والاختراق الذي تعاني منه الوزارة الوصية وتقويض دور المساجد والاختلال في المناهج التعليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى