هل سيستمر مصباح حزب العدالة والتنمية في البقاء خافتًا، أم أنه سيسطع بشكل واضح؟
هشام بلحسين

عُقدت يوم الأحد الماضي انتخابات داخلية هامة لحزب العدالة والتنمية، حيث أعيد انتخاب السيد عبد الإله بنكيران لولاية جديدة، محققًا 994 صوتًا، مقابل 394 صوتًا للإدريس الأزمي و42 صوتًا لعبد الله بووانو. تعكس هذه النتائج الثقة الكبيرة التي يحظى بها بنكيران داخل الحزب وتوضح مكانته القيادية. وقد تمت العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي وشفاف، مما يعزز من مصداقية الحزب ويظهر نضجه التنظيمي.
ومع ذلك، شهد المؤتمر التاسع الذي عُقد في بوزنيقة بعض النقاط التي تستدعي التقييم الدقيق. ومن أبرز هذه النقاط نقص الرؤى الواضحة والتصورات المستقبلية، حيث بدا أن الحزب يولي اهتمامًا أعلى للقيادة الفردية في وقت يتطلب فيه تحديث استراتيجياته وبرامجه لتلبية التغيرات التي شهدها العصر الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، أثارت حضور بعض الشخصيات الأجنبية للمؤتمر جدلًا كبيرًا، خاصة في ظل التصريحات الموريتانية السابقة التي أطلقها محمد الحسن ولد الددو والتي تعارض الوحدة الترابية، مما زاد من حدة النقاش حول التوجهات الخارجية للحزب. كما أُثيرت علامات الاستفهام حول الدعوات التي تلقتها منظمة حماس، المعروفة بمواقفها الغامضة والمعقدة حول قضية الصحراء المغربية، مما زاد من حدة النقاشات الحادة.
تشكل هذه التحديات عقبات كبيرة، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها المشهد السياسي المغربي. ينبغي على الحزب إعطاء الأولوية للقضايا الوطنية والداخلية بدلاً من الانشغال بالقضايا الخارجية التي قد تشتت انتباهه عن تعزيز الوحدة الوطنية. لذلك، يُعتبر من الضروري على الحزب إعادة تقييم استراتيجياته والاستفادة من الدروس المستفادة من التجارب السابقة، سواء كان ذلك في فترة بنكيران أو العثماني، حيث لاقت بعض السياسات مثل إصلاح أنظمة التقاعد وزيادة الضرائب انتقادات واسعة بسبب تأثيراتها السلبية على القدرة الشرائية للمواطنين ومعاناة الطبقة المتوسطة، بالإضافة إلى اعتماد توصيات المؤسسات المالية الدولية على حساب مصالح المواطنين.
ختامًا، يمتلك حزب العدالة والتنمية فرصة كبيرة لإعادة ترتيب أوراقه من خلال تعزيز التعبئة الداخلية واستقطاب كفاءات جديدة تحمل رؤى واضحة وطموحات مستقبلية، مما سيمكن الحزب من قيادة المرحلة المقبلة بشكل أكثر فعالية، في إطار سعيه لتحقيق إنجازات على مستوى الحكومة والانتخابات المقبلة والمساهمة في بناء مستقبل اقتصادي وسياسي مستقر للمغرب.