
الاثنين 28 أبريل 2025
عباس يتنمر على شعبه
هُبل…هُبل رمز السخافة والجهالة والدجل
لا تسألن يا صاحبي تلك الجموع
دعْها فما هي غير خِرفان… القطيع
معبودُها صَنَمٌ يراه.. العمّ ُ سام
و تكفل الدولار كي يُضفي عليه الإحترام
هُتّافة ُ التهريج ما ملوا الثناء
زعموا له ما ليس… عند الأنبياء
هو فاتحٌ.. هو عبقريٌ مُلهمُ
هو مُرسَلٌ.. هو علم و معلم ومن الجهالة ما قَتَل
و لْيَشهدوا أقسى رواية.. فلكل طاغية نهاية
تلك أبيات شعرية متفرقة من قصيدة نظمها شاعرالكلمة الصادقة السلمية الشهيد سيد قطب رحمه الله قبل ستين سنة، وهو يصف زعيم بلاد النيل، صاحب هزيمة 1967، وكأنه يعيش بين ظهرانينا في زمان الإبادة الجماعية الكاملة الشاملة لإخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، وقد أدت تلك الحرب إلى احتلال إسرائيل لصحراء سيناء المصرية والضفة الغربية والجولان السوري وقطاع غزة الفلسطيني، وخلفت حينها خسائر بشرية وصلت الى 15000 قتيل مقابل 800 من الجيش الإسرائيلي، وتدمير 80% من العتاد الحربي للعرب مقابل 5 % في الجانب الصهيوني.
كلمات الشهيد الراحل ماتزال تنطبق على العديد من الزعماء العرب، الذين “يشنفون مسامعنا” بعبارات وتوصيفات للمجاهدين الصابرين الذين يقفون سدا منيعا في وجه الغطرسة الصهيونية المدعومة بكل الوسائل من عدوة الشعوب ومن الغرب وحتى من بعض العرب.
أي منطق هذا الذي ينطلق منه واحسرتاه ما يسمى زورا”رئيس السلطة الفلسطينية “، وأي ثقافة مرجعية تضبط تفكيره وتصريحاته تلك، حين يتنمر على أهل غزة في “حفل” اجتماع الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، ويصف شعبه في غزة وصفا مشينا يتجاوز أوصاف بني صهيون، ثم يهتف له الحاضرون بالتصفيق على هذا التوصيف، يا للخجل.. تلك حقا قمة الجهالة والدجل، بل قمة السخافة والخطل.
إن ما يقوم به شعب غزة وأبناؤه من المقاومة، إذ كل الشعب مقاومون، ضد من اغتصب الأرض منذ قرابة ثمانين سنة ويقوم بالمجازر تلو المجازر، هو مقاومة شرعية لدحر الاحتلال وتحرير الأرض من الغاصبين، تشرعها كل الشرائع والقوانين الدولية، ولم يكن السابع من أكتوبر بداية الصدام مع العدو، وإنما الصراع مع المحتل بدأ حتى قبل تقسيم أرض فلسطين بقرار “أممي” في 29 نوفمبر 1947، وما تلاه من جرائم وحشية للصهاينة في حق الفلسطينيين العزل، وإن شئت ذكرناك سيادة “الرئيس” ببعض جرائم بني صهيون ضد شعبك، أنسيت عباس مذبحة الجزار مناحيم بيكين في دير ياسين/1948 ، أم نسيت عباس ما فعلته غولدا ماييرفي حرب 1967 المباغثة، في جيوش العُرب في ستة أيام، أم نسيت عباس ما اقترفته عصابات الهاكاناه وزعيمها إسحاق رابين ضد المقدسيين، أم نسيت عباس ما فعله أرييل شارون الذي قتل آلاف النساء والأطفال الفلسطينيين في مذبحة صبرا وشاتيلا / 1982 في مخيمات اللاجئين بيروت بعد نزع سلاحهم، أنسيت عباس التنكيل المنهجي وهدم البيوت في منطقة الخط الأخضر الذي قُضم من فلسطين وأقيم عليه الكيان الغاصب، أنسيت عباس الحروب المتتالية على قطاع غزة خلال الثلاثين عاما الماضية، والحصار الظالم المطبق عليها جوا وبرا و بحرا ، حتى أحالها إلى أكبر سجن في العالم يضم الملايين؟؟ هل سبقها طوفان، أم هي حرب مستمرة لتوسيع جغرافيا الاحتلال، حيث وصفها ترامب بالمساحة الصغيرة التي يجب تمديدها عبر التهجير المنهجي القسري المتدرج للشعب الفلسطيني خارج أرض أجداده، وهل قمت أنت عباس ومن يصفق على تنمرك وتوصيفاتك المشينة لشعبك، بطوفان حتى تدخل قوات الاحتلال إلى الضفة على مقربة من مكتبك الفاره، فتهدم المباني وتفجرها وتجرف الطرق والبنيات التحتية وتقتل الأبرياء من أبناء شعبك المقاوم، وهل أعطيتم للمحتل ذرائع ليدخل إلى جنين وطولكرم ونور شمس وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية وأنت قابض على التنسيق الأمني كمن يقبض على الجمر، تنسيق تصفه بالمقدس مع العدو، وعلى المفاوضات العبثية التي طال أمدها ثلاثين عاما دون طائل(ما لكم كيف تحكمون)، فماذا حققت خلال ثلاثين سنة من سلامك المزعوم مع الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين وسلمت في اغتصابها حتى صرت تسميهم جيرانا، عباس، هل حررت أسيرا واحدا من أصحاب المؤبدات من سجون الاحتلال، في وقت حررت المقاومة المئات منهم والآلاف من باقي المسجونين، هل حررت الضفة وأقمت الدولة الفلسطينية، وهل نفذ الصهاينة بنود اتفاق أوسلو، بينما نفذت أنت كل مضامينه واجتهدت في مقتضياتها فضيقت أجهزتك الأمنية على النشطاء الفلسطينيين من كل الفصائل، وأرهبتهم بل قتلت الكثير منهم بالاسلحة التي وفرها لكم العدو، وهل أوقفت عباس عمليات هدم مساكن الفلسطينيين وبناء المستوطنات الإسرائيلية في مدن الضفة..ولائحة إنجازاتك تطول عباس كونك غير معني بتحرير القدس وفلسطين من الأساس.
أنسيت عباس من نكث العهد والميثاق والاتفاق، الذي ضمنه الوسطاء العرب وأمريكا، هل نكثته المقاومة الباسلة أم نكثه نتن ياهو الذي يستمر بساديته وسلوكه الدموي في التقتيل والإبادة الجماعية من أجل قتل الحياة في غزة، ولم ينفذ مراحل بنود الاتفاق الثلاثة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية وآليات رفع حطام المباني التي قصف ما دخل منها إلى القطاع، إمعانا في التنكيل بأهل غزة، إنك بهذه التوصيفات المسيئة تسيئ إلى نفسك بهذه المواقف المشبوهة بل المتحيزة للعدو ، وإلى المؤسسة التي نطقت أمامها وصفقت لك، وتقطع آخر شعيرات معاوية مع شعبك، إذ الخاص والعام والقاصي والداني تأكد من المدافعين حقا عن القدس وعن فلسطين وتأكد من المتاجرين بالقضية من أجل الدولارات والعيش الرغيد، وتلك عباس قمة الإفلاس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاخ نورالدين
لقد وجّهت و ذكرت لكن الذكرى تنفع المومنين لا قليلي الذمم و المروءة و الحياء و الرجولة. هؤلاء خونة