
هل تستغبي الدولة الشعب البسيط الذي يمثل أكبر نسبه القرويون.
هل تلغي الدولة بإمعان النخب المثقفة والشرفاء والطلبة وتفرض عليهم مشهدا سياسيا ظاهرا في الفساد لا علاقة له بالتدبير السياسي لا من قريب ولا من بعيد؟
ألم تستح الدولة بعد من الإبقاء على أحزاب وقاداتها الشيوخ منذ الاستقلال وتعتبر ان المشهد السياسي مشهدا تطبعه الديمقراطية؟
هل لفرنسا دخل في الإبقاء على هكذا مشهد سياسي وسخ وعفن روائحه تزكم الأنوف وتخنق الأنفاس؟
لم تصر الدولة على تصميم مناخ سياسي يخدم المفسدين ولوبياته ؟
لم تصر الدولة على الدفع بأشخاص إلى المشهد السياسي مع علمها ان لهم علاقات نافذة مع جهات نافذة لا يقدر عليها قادر. ؟
ألم يصل إلى الدولة أن كثيرا بل عرمرما من المواطنين الشرفاء قاطعوا الانتخابات بعد يأسهم من إصلاح واقعي وحقيقي؟
هل المشهد السياسي عندنا في المغرب مجرد لعبة كراكيز تحركها جهات لا يهمها القطع مع الفساد وبناء وطن قوي بقدر ما يعنيها الإبقاء على هكذا مسخ سياسي مطبوع بمس شيطاني وعن سبق الاصرار والترصد.
لم حورب الاسلاميون بعد أن تبثت جدارتهم بنظافة اليد خاصة في المجالس البلدية وتم سحقهم بانتخابات الله وحده يعلم كيف تمت ومرت ثم تعقبهم حكومة هي أسوأ وأفشل حكومة منذ الاستقلال ؟
هل تعتقد الدولة أن شرفاء الأمة ومخلصوها لا يدركون هذا الاستهتار الذي وصلت إليه الدولة في تعاطيها مع التدبير السياسي الذي أوصلنا على عهد الحسن الثاني إلى السكتة القلبية كما قال رحمه الله؟
لم تصر الدولة على إقصاء المكونات الأكاديمية وعدم الاستفادة من خبراتها في المجال السياسي والتدبير الجماعي والاصرار على توسيع الهوة بينها وبين الاصلاح السياسي الذي فرضه البصري بقانون ” الزرواطة ” والترهيب السياسي حيث لم تكن تساوي كرامة المواطن كيفما كان وضعه ” بصلة
لم لا تتواصل الدولة مع الكفاءات المغربية بالخارج وتستفيد من خبراتهم وتصر على تكريس منطق سي إدريس رحمه الله.
هل تتعامى الدولة على فئات مجتمعية خارج اطار الحياة، فئات لا تنعم بطيب العيش وتأكل ما تجد ومنهم من يضع أشياء لبيعها لا تساوي في مجملها 50 درهما تزيد وتنقص بسوق ” القشية ” ( المجموعة 3 مولاي رشيد الدار البيضاء نموذجا “؟ تكاد استشعر معه أن هؤلاء ليسوا مواطنين حقيقيين يضمنهم دستور.
ألا تستحي الدولة رغم مجهوداتها على مستوى الصحة حين يصل موعد إجراء فحوصات أشعة بعد شهرين او ثلاثة أشهر فيرد المواطن بسبب الأجهزة في وضعية عطل؟
لم تصر الدولة على الإبقاء على هكذا مشهد سياسي وسخ للانتخابات المقبلة والتي لن تفرز إلا نتائج الحكومات السابقة؟
لن نقلع بهذا الوطن مالم نؤسس لمنطلق سياسي حقيقي تغيب فيه كل الامتيازات المالية والقرابات السياسية والجهات النافذة حتى والقطع مع شيوخ السياسة الاقطاعين الذين تربعوا على كراسي التدبير السياسي وكأنه إرث ورثوه عن ٱباءهم وأجدادهم .
كفى ضحكا على الشعب ، كفى استغفالا للشعب، كفى استخفافا بالشعب، كفى قطيعة مع الخبرات الوطنية من داخل الوطن وخارجه….